مركز التعليم المستمر في بيرزيت: مشاريع ريادية لتحفيز الاقتصاد وتوسيع فرص العمل
في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وارتفاع نسب البطالة وتراجع القدرة الشرائية، تُواصل بعض المؤسسات دورها الريادي في دعم فئات المجتمع المختلفة، وعلى رأسها الجامعات الفلسطينية التي بدأت تخرج من إطار التعليم الأكاديمي فقط، لتتحول إلى منارات تنموية حقيقية.
من أبرز هذه النماذج، مركز التعليم المستمر في جامعة بيرزيت، الذي أطلق من خلال ملتقى الإبداع والأعمال عددًا من البرامج التي تستهدف تعزيز الريادة والابتكار، ودعم المشاريع الصغيرة، وتحقيق تنمية اقتصادية محلية حقيقية.
وفي حديث خاص لــ"رايــة"، قال المهندس باهر دكيدك، مسؤول الريادة وتطوير الأعمال في ملتقى الإبداع والأعمال بمركز التعليم المستمر في جامعة بيرزيت، إن "دور الجامعات في فلسطين لم يعد محصورًا في التعليم الأكاديمي فقط، بل أصبح يشمل دعم الريادة والابتكار والمساهمة الفعلية في الصمود الاقتصادي، لا سيما في ظل نسب البطالة المرتفعة".
وأضاف أن المركز يعمل على دعم الرياديين الفلسطينيين ضمن دورة الحياة الريادية كاملة، "بدءًا من مرحلة الفكرة، مرورًا بتطوير نماذج الأعمال، وانتهاءً بتنفيذ المشاريع".
وأكد دكيدك أن المركز بصدد إطلاق برنامجين جديدين قريبًا، الأول بعنوان "عملي" بالتعاون مع مؤسسة كير الدولية وبتمويل من الحكومة النمساوية، والذي سيستهدف 150 رياديًا، يتم اختيار 75 منهم لخوض برنامج تدريبي شامل، ثم دعم 35 مشروعًا بمنح مالية.
كما سيعمل البرنامج على تطوير 50 مصنعًا قائمًا في الضفة الغربية، لتحسين الأداء وخفض التكاليف من خلال التحول الأخضر وإدارة النفايات.
وتابع: "البرنامج سيولي اهتمامًا خاصًا بفئة الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث سيتم دعم 20 رياديًا وريادية من هذه الفئة لإنشاء مشاريع مدرة للدخل".
أما البرنامج الثاني، فسيكون بعنوان "الشباب والنساء يقودون التحول الأخضر"، ويستهدف 30 شركة ومصنعًا فلسطينيًا، بالتعاون مع طلبة كليات الهندسة من جامعتي بوليتكنك والنجاح، إضافة إلى جامعة بيرزيت.
وأشار إلى أن هذا البرنامج سيُكسب الطلبة مهارات مهنية عالية في مجالات المياه والطاقة وإدارة الإنتاج، ما يفتح أمامهم أبواب سوق العمل، بالإضافة إلى تحفيزهم لتحويل المشكلات الصناعية التي يكتشفونها إلى مشاريع ريادية.
وختم دكيدك حديثه بدعوة المهتمين لمتابعة صفحة ملتقى الإبداع والأعمال على "فيسبوك"، حيث سيتم الإعلان عن تفاصيل البرامج خلال الأيام القليلة القادمة، مؤكدًا أن هذه الجهود رغم محدودية التمويل، "تُعد من النماذج الناجحة القادرة على تعزيز الصمود، ودعم الاقتصاد الوطني".