ترمب... الزيارة "التاريخية" 3

2025-05-15 18:00:59

رأي مسار

 

 

 

محطة الدوحة.. حدث فيها ما كان متوقعاً، وهو وصول الاستثمارات مع أمريكا إلى رقمٍ ضخمٍ.. تريليون ومائتي مليار دولار.

أمّا ما لم يكن متوقعاً فهو مغادرة الرئيس ترمب، حاملاً معه رقم صفر في المسألة الغزية، دون أن نرفع من أطماعنا في الحديث عن تقدمٍ بشأن فتح أفق سياسي للقضية الفلسطينية، وعنوانه الدولة.

لماذا صفر نتائج بشأن غزة؟

الجواب يأتي من نتنياهو الذي استاء من استثناء إسرائيل من زيارات ترمب للمنطقة، كما استاء أكثر من الضغوط الأمريكية عليه لوقف الحرب على غزة، كي يضيف ذلك إلى سجل إنجازاته.

نتنياهو وجد أن أفضل مكانٍ لمناكفة ترمب فيه هو الدوحة، التي هي الآن عاصمة المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار على غزة، وتمرير مبادرة ويتكوف بشأن التبادل.

مناكفات الابن المدلل نتنياهو مع ولي الأمر ترمب، تدفع غزة ثمنها، ولو أحصينا خسائرها منذ صعود ترمب سلم الطائرة التي أقلته إلى المنطقة، حتى صعود ذات السلم مغادراً الدوحة، لوجدنا أن نتنياهو فرش بساطه الأحمر تحت أقدام الزائر "التاريخي" من دم أهل غزة، وجوّف جهود ويتكوف حين أرسل إلى الدوحة وفداً وظيفته إعاقة أي فرصة لوقف النار وإتمام صفقة تبادل، إلا إذا كانت في سياق نصره المطلق الذي لم ولن يتنازل عنه، ما زال في موقع رئيس الوزراء في إسرائيل.

الخلاصة حتى الآن ونحن في منتصف الزيارة "التاريخية"، هي ما يلي:

حصل الاقتصاد الأمريكي على دعمٍ هائلٍ ربما فاق توقعات الإدارة نفسها، وحصلت عائلة عيدان أليكساندر على فرحة تخليص ابنها من الاحتجاز، وحصلت حماس على التفاتةٍ أمريكيةٍ ستكتشف قريباً جداً أنها لا تسمن ولا تغني من جوع.

كل هذا كان متوقعاً، إلا أن الذي جرى بعض اختلافٍ عليه هو عودة الرجل الذي نصّب نفسه أقوى زعيمٍ في العالم بشأن غزة بخفيّ حنين، وإلى اللقاء في الجزء الرابع من الرحلة "التاريخية" غداً.