خاص| كفر الديك تحت النار: حصار، اقتحامات، تجريف ونهب منظم على يد الاحتلال

2025-05-18 11:31:18

تشهد بلدة كفر الديك غرب سلفيت، وعدد من البلدات المجاورة، حملة إسرائيلية شرسة ومتواصلة منذ أربعة أيام، تخللتها اقتحامات ليلية ونهارية واسعة، واعتداءات همجية على المنازل والممتلكات، وسط حصار مشدد طال حتى المواد الغذائية الأساسية.

مشاهد النهب والتخريب والاقتحامات نُقلت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موثقة معاناة الأهالي اليومية، في وقتٍ تعجز فيه الجهات الرسمية عن التدخل المباشر.

وفي حديث خاص لـ"رايـــة"، كشف الناطق الإعلامي باسم بلدية كفر الديك، محمود الديك، تفاصيل ما يجري على الأرض، واصفًا المشهد بـ"حرب حقيقية تُنفذ بحق البلدة ضمن سياسة العقاب الجماعي".

وقال الديك: "لليوم الرابع على التوالي، تواصل قوات الاحتلال اقتحاماتها لجميع منازل بلدة كفر الديك، دون استثناء، وتحويل عدد منها إلى سكنات عسكرية ومراكز تحقيق ميداني، بالإضافة لاقتحام وتخريب المدارس والمساجد والمؤسسات العامة".

وأكد الديك أن جنود الاحتلال تعمدوا سرقة أموال وممتلكات المواطنين، شملت مجوهرات وأوراقًا ثبوتية وأجهزة إلكترونية، مشيرًا إلى أن عمليات التفتيش جرت بـ"شكل همجي" وترافقت مع تكسير أبواب وخزائن وإتلاف واسع لأثاث المنازل.

تحطيم المدارس والمساجد ونهب المحتويات

وتابع: "مدرستا البنات الثانوية والأساسية العليا تم تدمير محتوياتهما بالكامل، من تكسير للأبواب وحتى تحطيم الألواح الشمسية. كذلك، اقتحم الجنود المسجد وأجبروا المؤذن على استخدام مكبرات الصوت للإعلان عن منع التجول، بل ومنعوه من رفع الأذان".

وأشار إلى أن كل حارة في البلدة الآن تتضمن نقطة تمركز لجيش الاحتلال.

بروقين في مرمى النيران

أما بلدة بروقين المجاورة، فقال الديك إنها أيضًا تتعرض لنفس الهجمة، مضيفًا: "بالأمس استشهد أحد شبان بروقين بعد اعتقاله وتكبيله، ثم إطلاق النار عليه. كما يجري الآن تجريف نحو 30 دونمًا لربط شارع استيطاني جديد يصل قلب بروقين بالمستوطنات المجاورة".

حصار شامل ومجاعة تلوح بالأفق

أوضح الديك أن البلدة تخضع لحصار شامل، حيث أُغلقت جميع مداخل كفر الديك وبروقين، وأُجبرت المحال التجارية والصيدليات وحتى المخبز الوحيد في البلدة على الإغلاق.

"محاولات إيصال الخبز من خارج البلدة باءت بالفشل بسبب منع الاحتلال دخول أي مركبة. الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، المواد الغذائية والخضراوات بدأت بالنفاد".

الاستيطان والتهويد: خطة متكاملة

ولفت الديك إلى أن استهداف كفر الديك ليس جديدًا، بل تصاعد مع بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر، حين بدأت عمليات استيطانية ممنهجة في الجبال الغربية للبلدة.

"جرى الاستيلاء على مساحات شاسعة بحجة وجود راعٍ، ضمن ما يسمى بالاستيطان الرعوي، ورافق ذلك شق طرق استيطانية أدت لنهب مئات الدونمات، وكل ذلك بهدف منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، حتى خلال موسم الزيتون".

وأضاف أن هذا التصعيد أسفر عن هدم سبعة منازل منذ بداية العام، مع وجود تهديدات لهدم عشرات أخرى، وكل ذلك بذريعة البناء في مناطق "ج".

وختم الديك: "بلدة كفر الديك تتعرض يوميًا لمحاولات تهويد واستيلاء ممنهجة، وسط صمت دولي مطبق".