"مِشكال"... مشروع ريادي لإحياء التراث الفلسطيني ودعم الصناعات الإبداعية

خاص - راية

في ظل الحاجة المُلّحة لحماية الهوية الثقافية الفلسطينية، يقدّم مشروع "مِشكال" نموذجًا رياديًا يسعى لإعادة إحياء التراث الفلسطيني وتعزيز الصناعات الإبداعية، من خلال تمكين الفنانين والمصممين ودعم إنتاجاتهم المستوحاة من الموروث الثقافي المحلي.

المشروع، الذي يمتد على ثلاث سنوات، تنفذه مؤسسة المجلس الثقافي البريطاني بالشراكة مع معهد "غوته" الألماني، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، ويستهدف تطوير الفنون الأدائية والبصرية، وتنظيم أول أسبوع تصميم في فلسطين، بما يعكس هوية فلسطينية متجددة ومعاصرة.

وفي حديث خاص لإذاعة "راية"، قال مدير المشروع شادي بكر: اسم المشروع 'مِشكال' مستوحى من أداة 'كلايدوسكوب' التي تُظهر تشكيلات ضوئية متغيرة، وهذا تمامًا ما نطمح إليه: تقديم صورة متجددة للتراث الفلسطيني من خلال الفن والتصميم.

وأوضح بكر أن المشروع يقوم على ثلاثة مسارات رئيسية، الفنون الأدائية "حيث نمنح الفنانين والمؤسسات الثقافية فرصة إنتاج أعمال أدائية تعكس الموروث الثقافي الفلسطيني، على أن تُعرض هذه الأعمال ضمن مهرجانات تقام خلال فصل الصيف".

والمسار الثاني، الإقامات الفنية، حيث قال: "نوفّر إقامات لمدة شهرين في مواقع تراثية فلسطينية، حيث يتفاعل الفنانون مع المكان وينتجون أعمالًا تُعرض لاحقًا في معارض جماعية".

أما المسار الثالث، أسبوع فلسطين للتصميم، إذ أنه "لأول مرة، سنقيم أسبوعًا للتصميم يركّز على التراث الحي والحرف التقليدية، عبر تصاميم معاصرة تستكشف تقاطعات الثقافة والفن، وتقدّم مقترحات جديدة للهوية الفلسطينية". وفق بكر.

كما أشار بكر إلى أن المشروع لا يقتصر على الإنتاج الفني فقط، بل يشمل أيضًا تدريبًا متخصصًا للمشاركين، مضيفا: "نُعدّ الفنانين بخبرات في الإدارة المالية والتسويق وخطط العمل، بهدف تمكينهم من بناء مشاريع مستدامة بعد انتهاء البرنامج".

وختم بكر رسالته للفنانين والمصممين: "لا تترددوا في التقديم، حتى لو لم تُقبلوا من أول مرة. التجربة بحد ذاتها مساحة للتعلّم، والمشاركة قد تفتح لكم أبوابًا جديدة للتعبير عن هويتكم وأفكاركم بأسلوب عصري ومبدع".