المصري لـ"راية": الضوء الأحمر الأميركي لم يُشعل بعد.. ونتنياهو ماضٍ في مخططه
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتصريحات متصاعدة من قادة الاحتلال حول مستقبل القطاع، يرى مدير مركز مسارات لأبحاث السياسات هاني المصري أن ما يجري يتجاوز الحرب التقليدية، ليكشف عن مخطط أعمق يهدف إلى تهجير الفلسطينيين وفرض واقع سياسي جديد تحت غطاء "السيطرة الأمنية".
وفي حديث خاص لـ"رايـــة"، حذّر المصري من أن الموقف الأميركي المتواطئ بصمته هو العامل الأخطر في استمرار المجازر، مشددًا على أن نهاية الحرب لن تأتي إلا بضغط حقيقي من واشنطن.
وقال المصري، إن "تصريحات نتنياهو الأخيرة حول إبقاء غزة تحت الاحتلال بعد الحرب وتنفيذ خطة ترامب، تعني بوضوح أن الهدف ليس فقط السيطرة الأمنية، بل تهجير الفلسطينيين من القطاع".
وأضاف المصري أن "نتنياهو يستمر في هذه السياسة بثقة، لأن الإدارة الأميركية لم تُشعل الضوء الأحمر، واكتفت بسحب الضوء الأخضر، ما يمنحه مساحة مناورة واسعة".
وأوضح أن "الضوء الأخضر الحقيقي لإنهاء هذه الحرب لا يزال بيد واشنطن، والرئيس الأميركي لم يصدر حتى الآن قرارًا جادًا بوقفها، بل يُحيل الأمر إلى مساعديه ويكتفي بإدخال مساعدات إنسانية غير كافية".
وأشار المصري إلى أن "هناك إجماعًا داخل إسرائيل على استمرار الحرب، وفق استطلاع قناة 13، حيث أيد 53% من الإسرائيليين استمرار إدخال المساعدات لغزة، لكنهم لا يريدون بقاء الفلسطينيين، ما يكشف عن وحدة إسرائيلية في الموقف من غزة، رغم اختلافات حول صفقة التبادل".
وأكد المصري أن "الاحتلال سيُنتج مقاومة لا محالة، وإذا استمر القتل الجماعي والتجويع، فإن رقعة المقاومة قد تمتد من غزة إلى الضفة، وربما لبنان وسوريا أيضًا"، مشددًا على أن "المرحلة الحالية خطيرة جدًا وتتطلب قراءة واقعية للمشهد، دون المبالغة في التحولات الأوروبية أو ردود الفعل الشعبية".
وختم حديثه بالتنبيه إلى أن "أي اتفاق جزئي قد يُعقد لاحقًا، لكن نتنياهو لن يوقف الحرب ما لم تتحقق أهدافه الجذرية، التي تشمل القضاء على المقاومة وإعادة تشكيل واقع غزة بالكامل".