خاص | الاحتلال يستغل الحرب على غزة لفرض سيطرة كاملة على الأقصى

2025-05-26 11:49:32

في يومٍ يُعد من أكثر الأيام خطورة على المسجد الأقصى ومدينة القدس، وبينما تحيي سلطات الاحتلال ما يُسمى بـ"يوم توحيد القدس"، تشتد الاعتداءات والانتهاكات بحق المدينة المقدسة وبلدتها القديمة.

آلاف المستوطنين يتوافدون منذ ساعات الفجر إلى باحات المسجد الأقصى وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال، في خطوة يرى فيها مختصون محاولة واضحة لفرض واقع جديد داخل الحرم الشريف.

في حديث خاص لـ"رايـــة"، حذر د. عبدالله معروف، أستاذ دراسات بيت المقدس، من خطورة ما يجري في المسجد الأقصى والقدس، معتبراً أن الاحتلال يسابق الزمن لفرض واقع جديد قبيل انتهاء عدوانه على قطاع غزة، في ظل صمت دولي وانشغال العالم عن القدس.

قال معروف إن الاحتلال لأول مرة يسمح بدخول ستة أفواج من المستوطنين في آن واحد إلى الأقصى، موضحاً أن الفوج الواحد قد يصل إلى 200 شخص، ما يعني وجود ما يصل إلى 1000 مستوطن داخل المسجد في اللحظة الواحدة.

وأضاف: "نشاهد مشاهد غير مسبوقة، من مستوطنين يرتدون ملابس الطاليط ويحملون لفائف التوراة، وهذا مؤشر خطير على تحوّل الوجود من مجرد زيارة إلى أداء شعائر دينية داخل المسجد، بما يتجاوز تفاهمات كيري لعام 2015".

واعتبر أن الاحتلال يحاول تحويل جزء من الأقصى إلى "كنيس في الهواء الطلق"، كخطوة أولى نحو التقسيم المكاني بين المسلمين واليهود، كما حدث سابقاً في المسجد الإبراهيمي في الخليل.

وشدد معروف على أن الاحتلال بات يسعى لـ"سيادة كاملة على الأقصى"، متجاوزًا حتى دور الأوقاف الإسلامية التي يحاول تهميشها وتحويلها إلى جهة إدارية فقط دون سلطة فعلية على الأرض.

كما أشار إلى خطورة تفريغ المسجد من الحراس والمصلين، قائلاً: "لم يعد هناك من يملك القدرة على التصدي لـ1000 مستوطن بحماية الشرطة المدججة بالسلاح، وخاصة أن بعض عناصر الشرطة هم أنفسهم من جماعات الهيكل المتطرفة".