خاص| تهويد ممنهج: الكنيست يناقش "حرية العبادة لليهود" داخل الأقصى
في سياق تصعيد متواصل ضد مدينة القدس والمسجد الأقصى، يعقد الكنيست الإسرائيلي اليوم جلسة دراسية بعنوان "حرية العبادة لليهود في جبل الهيكل"، وسط تحذيرات من خطورة التوجهات الإسرائيلية لفرض واقع جديد في الحرم القدسي.
وفي حديث خاص لـ"رايــة"، قال الصحفي المختص في شؤون القدس منير الغول إن ما يجري هو "جزء من مشروع تهويدي شامل يستهدف هوية المسجد الأقصى"، مؤكدًا أن الجلسة الدراسية في الكنيست تأتي بضغط من عضوين متطرفين هما دانيال لوز وأريئيل كالنر.
وأوضح الغول أن الاقتحامات الأخيرة للمسجد الأقصى شهدت تصاعدًا غير مسبوق بنسبة 36% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، مشيرًا إلى أن الاقتحامات "لم تعد تقتصر على الزيارات بل باتت تشمل أداء صلوات انبطاح ملحمية، رفع الأعلام الإسرائيلية، وإدخال قرابين رمزية في مشهد خطير".
وأكد أن حكومة الاحتلال تدعم هذا التصعيد بشكل مباشر، لا سيما من خلال مشاركة عدد من الوزراء وعلى رأسهم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، معتبرًا أن "ما يجري محاولة منهجية لتغيير الوضع القائم داخل المسجد الأقصى".
خطة إسرائيلية جديدة لنقل السفارات إلى القدس
وتحدث الغول عن خطة جديدة أقرتها حكومة الاحتلال بقيادة جدعون ساعر ووزير شؤون القدس مئير بورش، وتهدف لتشجيع الدول الأجنبية على نقل سفاراتها إلى القدس عبر رُزم تحفيزية تشمل تمويل البناء وتسهيلات تخطيطية وسكنية.
وأضاف: "هذا المخطط يهدف إلى تثبيت القدس كعاصمة موحدة لإسرائيل، والرد على اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطين."
وأوضح أن إسرائيل تحاول استباق أي عزلة دولية عبر تحصين موقعها الدبلوماسي، خاصة في ظل التهديدات الأوروبية الأخيرة بفرض عقوبات بسبب الحرب على غزة.
ضغط أمريكي.. ومفاوضات خلف الكواليس
وأشار الغول إلى أن إسرائيل تمكنت من تخفيف حدة الضغط الأوروبي مؤخرًا عبر قنوات خلفية، فيما يبقى الضغط الحقيقي من جهة واحدة وهي الولايات المتحدة.
وأضاف: "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سئم من استمرار الحرب ويريد إنهاء الصراع في غزة والشرق الأوسط، ما قد يفتح الباب أمام معاهدات تطبيع جديدة."
وختم بأن المفاوضات الجارية في الدوحة بين واشنطن وقطر وحماس تهدف للوصول إلى صيغة تضمن إنهاء الحرب، لكن "إسرائيل ترفض حتى اللحظة تقديم ضمانات من هذا النوع، وتصر على مواصلة العدوان لتحقيق أهدافها السياسية".