فضل وأعمال العشر الأوائل من ذي الحجة وكيف يمكن استغلالها؟
خاص - راية
أكد الشيخ الدكتور ماجد صقر، مدير معهد إعداد الدعاة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، أن العشر الأوائل من ذي الحجة تمثل أيامًا عظيمة في ميزان الإسلام، مشددًا على ضرورة اغتنامها بالأعمال الصالحة، ولا سيما تلك التي يتعدى نفعها إلى الآخرين في ظل الظروف القاسية التي تمر بها فلسطين عامة وقطاع غزة خاصة.
وقال صقر، في حديث لإذاعة "راية"، إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام". موضحًا أن العبادات القاصرة مثل الصلاة والصيام وقراءة القرآن مهمة ولها أجر عظيم، لكنها تقتصر على الفرد، بينما العبادات المتعدية، كإطعام الفقراء ومساعدة الملهوف ونصرة المظلوم، هي التي تترك أثرًا أوسع في المجتمع وتحتاج جهدًا ماليًا وبدنيًا أكبر، وبالتالي فهي أرجى للأجر عند الله.
وأشار صقر إلى أن من أعظم ما يمكن فعله في هذه الأيام المباركة هو مساعدة المحتاجين والفقراء وأهالي الشهداء والأسرى، لا سيما في غزة وجنين وطولكرم، حيث يعاني الناس من فقدان المأوى والطعام والدواء.
وفي حديثه عن فقه الأولويات، قال الشيخ صقر: "في الظروف الطبيعية، الأضحية أفضل، لكن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها، قد تكون الصدقة أولى من الأضحية، لأنها تلبي حاجات أساسية لأسرة فقيرة لا تملك ثمن الطعام أو الدواء، وقد تكون أكثر نفعًا من وجبة لحم واحدة".
وأضاف: "أنا لا أُبطل الأضحية، بل أقول إنه من فقه المرحلة أن نُراعي حاجات أمتنا. أهلنا في غزة يبحثون في النفايات عن طعام، فكيف نغض الطرف عنهم ونحن نستعد للعيد؟"، مؤكدًا أن التكافل هو ما يبني الأمم، ولا تنتصر أمة مفككة القلوب والصفوف.
وفي رسالة خاصة لأهل غزة، قال الشيخ صقر: "نعلم أن من يعيش المحنة ليس كمن يسمع بها، ولكن من قلب المحنة يولد النصر. يوسف عليه السلام خرج من الجب والسجن إلى ملك مصر، والرسول الكريم اضطُهد ووُضع عليه الأذى ثم نصره الله، وهكذا سيكون حال أهل غزة بإذن الله".
وشدد صقر على أن رسالة الأمل يجب أن تبقى حية، رغم مشاعر اليأس والخذلان، وقال: "نعم، نشعر بالخذلان، حتى في الضفة. لكن يجب ألا نستسلم. من يريد الحرية عليه أن يدفع الثمن، وغزة دفعت، وستجني ثمار صبرها وثباتها يومًا قريبًا بإذن الله".
واختتم حديثه بالدعوة إلى تحويل العبادات إلى سلوك عملي يعكس جوهر الإسلام، وقال: "اقرأ القرآن، لكن أين أثره؟ صم، لكن أين انعكاسه على سلوكك؟ سبح، لكن اجعل تسبيحك يثمر خيرًا في حياتك ومجتمعك".
