خاص| الاحتلال يدمر مراكز غسيل الكلى بغزة.. 41% من المرضى فارقوا الحياة والباقي مهدد
في كارثة إنسانية جديدة، لا تقل فتكًا عن القصف، يواصل الاحتلال استهداف البنية الصحية في قطاع غزة، حيث تم تدمير مستشفى "نور الكعبي"، المركز الوحيد لعلاج مرضى الفشل الكلوي في شمال القطاع.
استهداف ممنهج للمراكز الطبية ترك آلاف المرضى دون علاج، وأدى إلى وفاة 41% من المصابين بالفشل الكلوي، فيما يواجه الباقون خطر الموت المحتم مع غياب جلسات الغسيل الدورية ونقص الأدوية والمحاليل.
وفي حديث خاص لـ"رايــة"، أكد د. محمد أبو عفش، مدير الإغاثة الطبية في غزة، أن انهيار القطاع الصحي بات شاملًا، مع معاناة آلاف المرضى المزمنين ومرضى السرطان، وسط صمت دولي واستمرار الاحتلال في نهج الإبادة عبر الحصار والاستهداف الصحي.
وقال أبو عفش، إن الاحتلال الإسرائيلي دمّر بالأمس مستشفى "نور الكعبي"، المركز الوحيد في شمال غزة المتخصص بعلاج مرضى الفشل الكلوي، مشيرًا إلى أن هذا المركز كان يضم تجهيزات حديثة وأدوية ضرورية لهؤلاء المرضى.
وأكد أبو عفش أن استهداف المراكز الطبية أصبح نهجًا ممنهجًا لدى الاحتلال، حيث لم يتبقَ أي مركز صحي في شمال القطاع لم يطله التدمير.
وقال: "نحو 41% من مرضى الفشل الكلوي توفوا نتيجة توقف جلسات الغسيل، ونقص الأدوية والمحاليل اللازمة".
وأشار إلى أن المراكز الوحيدة المتبقية حاليًا لعلاج مرضى الفشل الكلوي هي: مستشفى الشفاء (أُعيد ترميمه جزئيًا بعد تدميره)، ومستشفى ناصر في الجنوب، رغم استمرار استهدافه.
وحذّر من أن 59% من مرضى الفشل الكلوي مهددون بالموت، في حال استمرار غياب جلسات الغسيل الدورية، مشيرًا إلى أن ارتفاع نسب السموم داخل أجسادهم (مثل البوتاسيوم والبولينا) قد يؤدي إلى الوفاة الفورية.
وأضاف: "الأزمة لا تتوقف عند مرضى الكلى فقط، بل تشمل 11,000 مريض سرطان، و300,000 مريض ضغط وسكر وقلب، جميعهم يواجهون خطرًا وجوديًا".
وفي مثال على اتساع الكارثة، أشار أبو عفش إلى أن مستشفى العيون في غزة أصدر تقريرًا منذ أسبوعين يفيد بأن: "4,000 مريض مهددون بفقدان البصر إذا لم يتلقوا العلاج العاجل".