رئيس شبكة المنظمات الأهلية لراية: آلية توزيع المساعدات في غزة "كمائن موت" ويجب وقفها فورًا

وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومع تفاقم الأزمة الإنسانية، تتصاعد التحذيرات من خطورة الآلية الجديدة التي تُدار بها عمليات توزيع المساعدات الغذائية.
في حديث خاص لـ"رايـــة"، وصف أمجد الشوا، رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة، هذه الآلية بأنها "جريمة حرب" تُستخدم كأداة عسكرية لدفع الفلسطينيين إلى التهجير القسري، محذرًا من صمت المجتمع الدولي تجاه ما يجري.
وقال الشوا، إن الآلية التي يديرها الاحتلال عبر شركة أمريكية لتوزيع المساعدات تشكّل "جريمة حرب مكتملة الأركان"، مؤكدًا أن الهدف منها هو الضغط على السكان للنزوح القسري من شمال القطاع وجنوبه.
وأضاف الشوا أن هذه الآلية تحوّلت إلى "كمائن موت"، إذ تُنفذ عمليات التوزيع في مناطق عسكرية مكشوفة، وبدون وجود نقاط طبية أو خدمات إنسانية، مما يؤدي إلى سقوط ضحايا بين المدنيين بشكل متكرر.
وأشار إلى أن المواطنين يضطرون للمشي لساعات في طرق وعرة للوصول إلى هذه النقاط، دون وسائل نقل أو حماية، مؤكدًا أن ما يجري "لا يليق بالكرامة الإنسانية".
كما كشف أن الأمم المتحدة رفضت رسميًا هذه الآلية، وطالبت بالعودة للعمل بالنظام الإنساني التقليدي القائم على عمل وكالاتها والمنظمات الأهلية الفلسطينية والدولية التي "عملت لعقود طويلة في غزة"، مشيرًا إلى أن مئات من كوادر الإغاثة الإنسانية استشهدوا أو أصيبوا خلال العدوان الحالي.
وقال الشوا إن "المطلوب هو أن تذهب المساعدات إلى المواطنين، لا أن يُجبر المواطنون على الذهاب إلى المساعدات"، مشددًا على ضرورة وقف هذه الآلية "الخطيرة وغير المسبوقة"، والتي قد تتحول إلى نموذج خطير يُطبق في مناطق صراع أخرى حول العالم.
وحول الاتهامات لبعض المنظمات بالتواطؤ مع الاحتلال، أوضح الشوا أن جميع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تقاطع هذه الآلية، مشيرًا إلى وجود تواصل جارٍ مع بعضها، وخاصة منظمات أمريكية، للانسحاب الفوري من التعاون مع الاحتلال في هذا السياق.