خاص| صدمة جماعية وعجز مزمن: كيف أثرت الحرب على غزة على الصحة النفسية!

2025-06-05 12:59:52

حذرت د. ريم أبو حويج، الأخصائية والمعالجة النفسية والمحاضرة في جامعة دار الكلمة، من تداعيات نفسية عميقة ومركبة يعيشها الفلسطينيون نتيجة العدوان المستمر، ليس فقط في غزة، بل في الضفة الغربية وكافة أماكن التماس.

وقالت أبو حويج في حديث خاص لــ"رايــة"، إن الحرب تسببت بشرخ في العلاقة بين الفرد وذاته، ما أفقد الكثيرين القدرة على إعطاء معنى متماسك للعلاقات الاجتماعية والعاطفية، مضيفة: "رغم وجودنا حول بعض، إلا أن شعور العزلة النفسية والوحشة لا يفارقنا، حتى من يسافر ويبتعد قليلاً يشعر أنه لم يرتَح، لأن الألم يسكن داخله".

وأكدت د. ريم أن الشعور بعدم الارتياح بات جماعياً، وأن محاولة الخلاص الفردي - من خلال السفر أو العزلة - لا تفلح لأن الإدراك الجمعي يبقى حاضراً.

وأضافت:"نحن نعيش عجزاً مزمناً.. وهذا يدفعنا لتوجيه الغضب إلى بعضنا البعض، خاصة عندما نرى الآخرين في حالة الصمت أو الجمود".

كما ربطت أبو حويج بين هذا العجز وبين ازدراء الذات، مشيرة إلى أن البعض بدأ يفقد احترامه لذاته لعدم قدرته على تغيير الواقع، وقالت: "كأننا نسقط الصفات التي نلصقها بالشعوب الأخرى علينا نحن… وهذا خطير لأنه يخلق شعوراً جماعياً بالخذلان".

وشددت المعالجة النفسية على ضرورة خلق مساحة للحوار الصريح والشفاف بين الأفراد، مؤكدة أن الاعتراف بالمعاناة – مهما كانت "أصغر" من معاناة غزة – هو أمر صحي، مضيفة: "لا يجب أن نخجل من همومنا.. كل شخص له تجربة حقيقية، والهرمية في الألم لا تخدم أحداً".

وختمت د. ريم بالتحذير من أن هذا العجز قد يترك آثاراً أعمق من الحرب نفسها، إذ قد نفقد القدرة على التعاطف أو الجدية في التعامل مع مشاكل الحياة اليومية، داعية إلى "بلورة فهم جماعي جديد يعيد تعريف علاقتنا بذواتنا وواقعنا".