قد يعيد التاريخ نفسه وربما بشكل أعمق

2025-06-13 13:28:53

العالم قبل هجمات 11 سبتمبر 2001 ليس هو العالم نفسه في اليوم التالي فالهجمات التي استهدفت الولايات المتحدة، جرت الهجمات بواسطة أربع طائرات نقل مدني تجارية، تقودها أربع فرق تابعة لتنظيم القاعدة وتدور كل الشكوك حول دور بارز للموساد في التخطيط للهجوم بمعنى ان الفرق الأربع لا تعدو كونها أداة في يد من خطط وجهز.

تمثلت أهداف الطائرات الثلاث التي انفجرت في برجي مركز التجارة الدولية الواقعة في مانهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية، المعروف باسم البنتاغون، بينما لم تُحدٍّد التحريات حتى اليوم الهدف الذي كان يريد خاطفو الطائرة الرابعة ضربه، ويعتقد أنه البيت الأبيض.

 تسببت هذه الأحداث في مقتل 2977 شخصًا و19 من المسؤولين عن خطف الطائرات، بالإضافة إلى ما يقارب ستة آلاف جريح، لم يكن بين القتلى والجرحى أي من اليهود العاملين في برجي التجارة، ناهيك عن آلاف المصابين بأمراض سواء تنفسية نتيجة استنشاق الأبخرة والغازات السامة او الحروق.

بعد مرور ما يقارب ربع قرن على الحدث الذي غير العالم وعبر تحليل لما حصل إثر ذلك الهجوم، يمكن الخلوص إلى ان الذين خططوا للعملية كانوا يسعون للخروج من الأزمات التي تعصف بالعالم خاصة الاقتصادية، طمعاً في لتجسيد مشروع الدولة العميقة التي أسماها وليام كار دولة المتنورين، التي تطمح إلى إنشاء النظام العالمي الجديد، تطبيقا لرؤية برنارد لويس التي تقضي بشرذمة دول العالم العربي (بن غوريون قال: يجب بناء جيش لا يهزم ومن أجل ذلك يجب ضرب الجيوش العربية ومنع تعافيها).

لقد أسهمت الهجمات في استباحة الدول العربية والاسلامية ضمن مفهوم الإرهاب الذي عرّفته الولايات المتحدة الامريكية على أساس يخدم مصالحها،... وتطبيقا لسياسة الفوضى الخلاقة فقد احتلت امريكا العراق، وأسقطت النظام، وحلّت الجيش، وقسّمت واحدة من أقدم دول العالم إلى ثلاث دول، ناهيك عن نهب ثرواتها، ولم يكن احتلال أفغانستان بعيدا، ففيها سببان رئيسيين للغزو، السبب الأول وفرة ثروات معدنية تحتاجها الولايات المتحدة لكي تواصل تفوقها في المجال الصناعي، والسبب الثاني وجود قيادات القاعدة التي انتهى دورها ويجب القضاء عليها (أمريكا أسست القاعدة).

لاحقا وعبر عملاء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ( CIA) والموساد الإسرائيلي تم العبث في استقرار بعض الدول العربية عبر ما سمي في حينه الربيع العربي الذي استهدف الدول التي كانت تتمتع باستقرار اقتصادي وسياسي نسبي، بحجة دمقرطة العالم العربي ظاهريا لكن في الحقيقة أن الهدف هو رهن هذه الدول الى البنك الدولي وتحويلها من دول فيها استقرار اقتصادي نسبي وتحويلها إلى دول متسولة، فالاقتصاد الليبي والمصري والتونسي والعراقي والسوري في أسوأ حالاته، والاستقرار السياسي شبه معدوم مما افضى الى تأجيج الصراعات المذهبية والطائفية والقبلية وجعلها عرضة للقسمة تطبيقا لمشروع برنارد لويس.

اما اليوم أصبحت نظرية النظام العالمي الجديد من الماضي ولم تعد مطروحة بالشكل نفسه، حيث إن رؤية الجمهوريين للنظام العالمي لم تعد مقبولة من الدولة العميقة ولا من الحزب الديمقراطي الذي يسعى جاهدا إلى الامركة كبديل للعولمة التي تعني الشراكة مع حلفاء الولايات المتحدة.

عودة إلى الرقم 9 الذي يرمز إلى شهر سبتمبر، حيث إذا قلبناه يصبح 6 الذي يرمز إلى حزيران (الشهر الحالي)، وإذا أوجدنا قاسمًا مشتركًا بين الشهرين وهو يوم الحادي عشر الذي يصادف غدا الأربعاء، وإذا حللنا الظروف الموضوعية فقد نكون أمام أحداث ربما لا يقل تأثيرها عن تأثير الحادي عشر من سبتمبر 2001، لدى أمريكا تحديات داخلية أهمها تهديد بعض الولايات بالانفصال كما هو حال كاليفورنيا من جهة، والازمة الاقتصادية من جهة أخرى، إضافة إلى معركة الضرائب والخلافات بين أقطاب الحكومة الفدرالية مضاف إلى كل ما سبق، النزاعات المستعرة في الشرق الأوسط وكذلك وبين روسيا وأوكرانيا، ليس هذا فحسب، بل تَشكل تكتلات إقليمية وقارية تهدد وحدانية قيادة العالم، فهل تفضي هذه العوامل إلى حدث شبيه بالحادي عشر من سبتمبر.

أما على مستوى الكيان الصهيوني ومن خلفه الحركة الصهيونية التي تعتبر صاحبة المشروع، فالوضع ليس أقل سوءاً، تمرّد في الائتلاف الحاكم، الذي قد يؤدي يوم 11/6 إلى حل الكنيست، إضافة إلى حرب أنهكت الجيش الذي لا يهزم، وإخفاق الكيان في إنجاز أهدافه من العدوان على غزة وإن كان قد نجح الى حد ما في لبنان وسوريا، فهو لم يتمكن من استعادة المختطفين لا بالتفاوض ولا بالضغط العسكري، فهل نحن على موعد يوم غد اربعاء 11/6/2025 ( من الطبيعي بعد كل هذا الوقت أن نكون قد انتقلنا من الثلاثاء إلى الأربعاء)، بوجود إمكانية لانهيار الائتلاف الحاكم في إسرائيل إن لم يفلح نتنياهو في منع حلّ الكنيست أو تأجيل حدوث ذلك كحد أدنى، فسيكون أمامه خياران، إما أن يذهب إلى السجن وينهي حقبة كانت الأطول في تاريخ إسرائيل، أو أن يغامر ويجرّ العالم إلى حرب إقليمية إن لم نقل عالمية عبر مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية وفي هذه الحالة سيجر الولايات المتحدة الى حرب قد تعجل في تفككها.

نحن على موعد مع 11/6 2025 يوم غد الأربعاء وإن غداً لناظره قريب.