إسرائيل ترى في الإطاحة بالأنظمة ضرورة لبناء عالم جديد

لقد سبق واطيح بنظام صدام حسين، نظام حسني مبارك، نظام زين العابدين بن علي، نظام معمر القذافي، نظام علي عبد الله صالح وليس آخرها النظام العلوي في سوريا والحبل على الجرار حيث ان بناء الشرق الأوسط الجديد الذي تسعى له الدولة العميقة في العالم مستخدمة ادواتها بدءا من الإدارة الامريكية مرورا بالصهيونية العالمية يقتضي بالضرورة إزالة العقبات المتمثلة في الأنظمة التي سعت للحفاظ على وحدة دولها لا بل وعملت على إيجاد تحالفات محلية وإقليمية لا تنسجم من رؤيا حركة التنويريين، ومعروف ان الهدف المعلن تدمير المفاعلات النووية غير متاح دون مشاركة فعلية من الأمريكيين، وبالتالي يصبح اسقاط النظام هو الهدف الأساس ومن الأهداف غير المعلنة التعتيم على ما يدور في قطاع غزة وشمال الضفة الغربية إضافة الى حرف مسار المؤتمر الذي كاد يعقد في نيو يورك.
الغرب الذي يعتبر ما تقوم به إسرائيل من مذابح ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس راح ضحيتها عشرات آلاف الفلسطينيين المدنيين دفاعا عن النفس ومهاجمة السفارة الإيرانية في سوريا ومن ثم ضرب إيران في عمق دارها أيضا دفاعا عن النفس، كما تقوم إسرائيل بتنصيب نفسها وصيا على العالم وتعطي نفسها الحق في تدمير المشاريع النووية السلمية لدى الغير علما ان لديها ما يقارب 400 قنبلة نووية، ليس هذا فحسب بل تريد حتى تدمير مشروع الصواريخ الإيرانية، هذا العالم لن يكون في صف إيران.
وهنا يتبادر الى الاذهان تساؤلات كثيرة، هل حصن نظام الملالي نفسه حتى لا يشرب من نفس الكأس الذي شرب منه النظام العلوي؟ ام انه عمل وفق المثل الإيراني الشعبي القائل عندما تجف الآبار سيندم كثيرا من لم يخزن الماء (هنگامی که چاه خشک شود، کسی که آب ذخیره نکرده است، بسیار پشیمان می شود)، ان كان النظام قد خزن الماء فربما يشكل الصخرة الأكبر التي ستتحطم عليها كل مخططات التقسيم والتفتيت.
اما ان كان لم يخزن الماء فالوضع صعب لكنه ليس بالميؤوس منه، إيران ليست سوريا، ثم ان الاعداد لإزاحة الأسد استغرق زمنا طويلا ضمن عوامل غير متوفرة في إيران، نظام الأسد عبارة عن حكم الأقلية للأغلبية على عكس نظام الملالي الذي يعتبر حكم الأغلبية للأقليات، يستطيع النظام الإيراني ان يقوم بتقليم الاظافر الغربية من خلال توظيف المجتمع لملاحقة المتورطين من خارج المؤسسة الرسمية في خدمة المشروع الغربي سواء كان التوريط بعلم المتورطين ام بغيره، طبعا الموضوع ليس سهلا لكنه ليس مستحيلاً.
اما فيما يخص المؤسسة الرسمية خاصة الأمنية منها فهناك ضرورة لتشكيل لجان تقصي وتحقيق سرية يمكنها ان تصل الى العملاء الذين سربوا المعلومات والامر ليس معقداً، ان من يملك حرية الوصول الى المعلومة معدودين على أصابع اليد وبالتالي يجب محاسبتهم بعد التعرف عليهم وهنا لا يجوز العمل ضمن العقيدة الفارسية التي تقول (قطرة قطرة جمع كردد وانكهى دريا شود) قطرة قطرة تجتمع وبالمحصلة تصبح بحراً.
بغض النظر عن الفرضية السائدة من بين الفرضيتين السابقتين فالمطلوب من إيران ان تعمل على قاعدة المثل الشعبي الفارسي القائل من كان سقفه اعلى كانت مسؤولياته أكبر (هر چه سقف بالاتر باشد، برف بیشتری دارد)، بعبارة أخرى مطلوب من إيران واقعية واهداف قابلة للتحقيق فالانتصار على إسرائيل بالتأكيد لن يسمح به الغرب وعليه مطلوب من إيران ان لا تُهزم، بل مطلوب ان تحقق التعادل وتجميع النقاط على طريق هزيمة المشروع بالنقاط وليس بالضربة القاضية.
من اجل كل ما سلف اكرر ما كتبته في مقال سابق بحيث ان إيران ملزمة بإيجاد حلول خلاقة مرتبطة بتعزيز تحالفاتها في الإقليم والعالم، إضافة الى إيجاد تحالفات جديدة وهي متاحة خاصة مع الدول التي تشكل الهدف القادم كما هو حال مصر والاردن.
مطلوب من إيران التقنين في استخدام امكانياتها خاصة وان تعويض الفاقد من الصعوبة بمكان على قاعدة المثل الفارسي (صبر كن وقندمون باش) خاصة وان الكيان لديه تعويض لحظي لكل الفاقد وربما أكثر بكثيركما ان على إيران الحيلولة دون المس بالمدنيين من اجل حرمان الكيان من استخدام الصورة في تحسين صورته التي تضررت بعد كل المجازر التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مدى عشرين شهرا، كما يجب حرمان الكيان من العودة للظهور بمظهر ليس فقط الضحية بل الضحية الوحيدة.
مطلوب من إيران تقليص الاعتماد على تكنلوجيا الاتصال والتتبع القابلة للاختراق واستبدالها بنظم أخرى وربما يكون من الممكن استخدام النظم الصينية الجديدة في الاتصال والقيادة والتواصل والتوجيه والتي ربما تكون أكثر فاعلية في الوصول الى الأهداف وربما تكون قادرة على التشويش على الطائرات والمسيرات والصواريخ الإسرائيلية.