جابر يوضح لراية أسباب وتفاصيل أزمة المحروقات بالضفة
خاص - راية
في ظلّ استمرار التوترات الإقليمية الناجمة عن تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل، تعيش الضفة الغربية أزمة وقود حادّة، هي الأسوأ منذ سنوات، وفق ما أكّده رامي جابر، مدير عام وكالة توزيع المحروقات "جابر"، خلال مداخلته الهاتفيّة لبرنامج "تيربو" عبر إذاعة "راية".
وقال جابر إن الأزمة ناتجة عن "ثلاثية أسباب جوهرية": أوّلها انعدام التخزين المحلي للمحروقات في الضفة الغربية، ما يجعل السوق هشًا أمام أي اضطرابات خارجية. وثانيها التصعيد السياسي والأمني في المنطقة، والذي أثّر على تدفق الإمدادات، وثالثها، وربما الأهم، الحصار والإجراءات الأمنية المشددة المفروضة على حركة التنقل بين المدن الفلسطينية.
وأضاف أن الاستهلاك اليومي للمحروقات في الضفة تراجع بشكل ملحوظ منذ بداية الحرب، بسبب انخفاض حركة المواطنين، وتراجع الأنشطة الاقتصادية، بالإضافة إلى أزمة البنوك وصعوبة تداول الشيكل، التي زادت من تعقيد الوضع.
وأشار إلى أن الرواتب غير المنتظمة للموظفين العموميين فاقمت من حدة الأزمة، حيث تُصرف أحيانًا بنسبة 70% أو أقل، وأحيانًا لا تُصرف إطلاقًا.
وردًا على تقارير تحدثت عن توقف مصفاة حيفا، قال جابر إن شركة "بازان" – وهي المكرر الأكبر في إسرائيل – لم تتوقف بالكامل، وأن هناك بدائل مثل شركة "دور ألون"، وإن كانت لا تملك نفس القدرة الإنتاجية.
وأكد أن إمدادات الوقود ما تزال تدخل إلى الضفة بشكل يومي، وإن كان بوتيرة بطيئة ومحدودة.
وفيما يخص التوزيع، أوضح أن الهيئة العامة للبترول تتعاون يوميًا مع الشركات المحلية لتأمين الإمدادات، مشيرًا إلى أن بعض البنوك ما تزال ترفض التعامل بالشيكل، ما يُصعّب من عملية الدفع لتوريد الوقود.
وتابع جابر أن هناك إشكاليات لوجستية تحول دون وصول الصهاريج في وقت مبكر، لا سيما للمناطق الشمالية كـ نابلس وطولكرم، بسبب المسافات الطويلة والحواجز الأمنية، وهو ما يجعل الإمدادات تصل أحيانًا في ساعات متأخرة من النهار.
وفي رده على سؤال حول غياب التخزين الاستراتيجي، أوضح جابر أن تكلفة التخزين مرتفعة جدًا، وأن تقلبات الأسعار العالمية تجعل تخزين كميات كبيرة من الوقود مخاطرة مالية لا تحتملها الشركات المحلية، ناهيك عن صعوبات توفير مواقع مناسبة آمنة بعيدًا عن المناطق السكنية بسبب القيود الاحتلالية على المناطق المصنفة "C".
وفي نهاية حديثه، دعا جابر المواطنين إلى التعامل بعقلانية مع الأزمة، وعدم التهافت على تعبئة كميات تفوق الحاجة، وقال: "نحن نعمل على مدار الساعة لتجاوز الأزمة، ونعوّل على وعي الناس وصبرهم... فصحيح أن الشعب الفلسطيني مرّ بمآسٍ عديدة، لكننا دائمًا نظل صامدين".
تجدر الإشارة إلى أن برنامج "تيربو"، الذي يقدمه الإعلامي سلام الأطرش، يأتي برعاية سيارة "سمارت" الكهربائية الذكية، من شركة غرغور التجارية – الوكيل الحصري لمرسيدس-بنز وسمارت في فلسطين.
