هل صارت غزة والضفة حكاياتٍ منسية؟

رأي مسار
بعد مرور عشرين شهراً على حرب غزة وما رافقها من حربٍ على الضفة، يبدو أن العالم تعوّد على هذه الحرب، مكتفياً بوصفها والتنديد بالجانب غير الإنساني منها، والأخطر من ذلك كله بروز ظاهرة اليأس العالمي من إنهاء الحرب عليها.
بديهيٌ أن ينصرف اهتمام العالم إلى الحرب الأوسع والأكثر مساساً بمصالح الدول، وهي الحرب الإسرائيلية الإيرانية، وفوق الاهتمام بمجرياتها الميدانية ينصرف اهتمامٌ أكثر بالموقف الأمريكي منها، إذ ينشغل العالم حتى اللحظة بمحاولة الإجابة عن العديد من الأسئلة، أساسها غموض الموقف الأمريكي من جهة المشاركة المباشرة في هذه الحرب، أو البقاء في دائرة المشاركة بها حسب الطريقة الأمريكية.
إيران أكبر من فلسطين بما لا يقاس، مساحةً وسكاناً وحتى إمكانياتٍ فوق الأرض وتحتها، غير أن ما يلفت النظر هو أن الحرب عليها وبحسابات الأرقام لم تصل في قتلاها وجرحاها ومساحات الدمار فيها ما خسرته وما تخسره غزة في يومٍ واحد من الدمار ونزف الدم، والوقوع في مجاعةٍ لا نظير لها في تاريخ الحروب، وإذا ما أضفنا إلى ذلك ما يجري في الضفة من تغييراتٍ واستيطانٍ يتسع على نحوٍ لم يتسع بهذا القدر منذ بدايته، ورصدنا الاهتمام الدولي سياسياً وإعلامياً حول ما يجري في غزة والضفة، لوجدناه لا شيء بالقياس مع ما يجري في إيران.
إسرائيل لا تترك شاردة ولا واردة إلا وتستثمرها في مشروع حربها الدائمة والجذرية على الفلسطينيين أولاً وأساساً، وما يجري مع إيران يغري باستثماره لمزيدٍ من القتل والتدمير في فلسطين، وهذا وبكل أسف ومرارة ما يثبته عداد الموت اليومي في غزة وعداد الاستيطان في الضفة، وهذا هو أخطر ما يجري والعالم إمّا غافلٌ أو متغافلٌ عنه.