نتنياهو ونظرية الكذب

2025-06-20 13:28:40

أن يكذب نتنياهو كما يكذب كل السياسيين في العالم، فهذا أمرٌ بديهي، ولا يسجل كقرينةٍ على قلة أخلاقه وانعدام صدقيته.

غير أن ما يسجل عليه حقاً، هو أنه يصدق كذبه، ويسوقه لجمهوره على أنه حقائق بقوة القضاء والقدر.

الوقائع المعاشة سجلت حقائق معاكسة تماماً لأكاذيب نتنياهو، وإذا كان عداد الكذب لا يتوقف عن العمل منذ توليه قيادة إسرائيل، إلا أن آخر كذبة قالها بأنه كان سيغير الشرق الأوسط ولكنه الآن سيغير العالم.

والكذبة الأكبر من هذه أنه يفعل ذلك بمفرده، وأن أمريكا ليست أكثر من ذراع يستخدمه عند الحاجة ولكنها تستحق الشكر على هذا.

لسنا بحاجة لكشف المكشوف أصلاً، ولكن لا يضر التذكير ببعض الأمور..

بعد عملية السابع من أكتوبر بدقائق معدودات انتقلت أمريكا كلها إلى إسرائيل كي تشد أزرها، بينما وضعها الداخلي منهاراً.

لم تأتي شخصيات أمريكية من وزراء ومستشارين وحتى الرئيس فحسب، بل أتت قبلها حاملات طائرات وفتح مستودعات السلاح والذخائر كي تكون بتصرف إسرائيل.

ومن اليوم التالي للحرب على إيران، بدأت الاستصراخات متوسلة أمريكا للتدخل المباشر، بعد إفصاحٍ عن أن إسرائيل وحدها لا تستطيع استكمال أهداف الحرب، من دون تطوير الدعم الأمريكي إلى تدخلٍ مباشر عنوانه الإجهاز على مجمع فوردو الحصين الذي لم يمس حتى الآن.

لقد قيل في أمثالنا المتداولة.. إن الذي يؤكد أن ما يقال كذبة هو كبرها، وهذا لسان حال نتنياهو الذي لا يكذب فقط عند الضرورة، بل يكذب دائماً ويصدق ما يكذب ويبني عليه سياسة وقرارات، وهذا ما جعل قيادته لإسرائيل مجرد نزفٍ مستمرٍ لا يتوقف.

حتى في إسرائيل فإن كذب نتنياهو يبدو مكشوفاً من خلال آخر استطلاع رأي تحسّن فيه وضعه قليلاً ولكن ما يزال بعيداً عن أن يكون ائتلافه الأول في المكانة والترتيب.