من بين الخيارات الامريكو اسرائيلية كوماندوس يدمر فوردو

منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية والسيد ترامب يطالب إيران بالعودة إلى المفاوضات صاغرة مستسلمة ودون قيد او شرط، ربما كان ترامب يعتقد ان حجم الضربات الإسرائيلية غير المسبوقة والاغتيالات التي حصدت أبرز القادة العسكريين إضافة إلى عدد غير قليل من علماء الذرة سيؤدي إلى سقوط نظام المرشد مما سيدفع الحكومة إلى الذهاب براية بيضاء واضعين أحد احجار الزاوية في صرح الشرق الأوسط الجديد ضمن الرؤيا الامريكو إسرائيلية.
بعد مضي الأسبوع الأول من العدوان وحجم الردود الإيرانية قرر ترامب منح إسرائيل أسبوعين ظاهريا لإكمال المهمة أن استطاعت رغم ان كل الدلائل تفيد بصعوبة إنجاز المهمة دون تدخل أمريكي مباشر خاصة وان إسرائيل لا تملك الأسلحة المناسبة لاختراق التحصينات كحد أدني في منشأة فوردو، وربما يسعى ترامب لإفهام الإسرائيليين انه كما الآخرين بحاجة إلى حماية أمريكية على طريق ضم إيران إلى محاور التأثير في المنطقة ومنحها دورا، خاصة ما له عَلاقة بالتجارة الدولية إضافة إلى إبقائها سيفا مسلطا على رقاب دول الخليج إضافة إلى ابعادها تدريجيا عن المحور الروسي الصيني.
بناء على قراءة معمقة لدور الدولة العميقة التي تتحكم في قرارات الساسة الأمريكيين فيما يخص إسرائيل على وجه الخصوص فان اعطاء أسبوعين كمهلة ربما يفسح المجال أمام خيارات عدة، امل ان أتمكن من سردها لكن ليس بالضرورة حسب الأهمية.
الخيار الأول ان تقتصر المساعدات الأمريكية على تزويد إسرائيل بكل الأسلحة والذخائر حتى تقوم إسرائيل بالمهمة في الوقت الذي تتكفل أمريكا وحلفائها بالدفاع عن الأجواء الإسرائيلية بكل الوسائل بما في ذلك الصواريخ الاعتراضية بكل اشكالها مضاف اليه تزويد إسرائيل بما يلزم من احداثيات وتوظيف التكنولوجيا لتسهيل الضربات الإسرائيلية.
الخيار الثاني استخدام الوقت في تحصين القواعد ألأمريكية في المنطقة خوفا من ان تتأذى من الضربات الإيرانية في حال أسهمت الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل في ضرب المفاعلات المحصنة عبر استخدام طائرات ( B.2) و(B.52 ).
الخيار الثالث تدخل امريكي مباشر في الهجوم عبر الضربات الجوية سواء للمواقع النووية أم لمصانع السلاح ومنصات إطلاق الصواريخ، إضافة إلى تدمير البنى التحتية وبالأساس المؤسسات النفطية طمعا في إيجاد حالة فوضى تطيح بنظام الملالي.
اما الخيار الرابع فيعتمد على إنزال كوماندوس سواء إسرائيلي بحماية أمريكية ام امريكي إسرائيلي وبمساعدة العملاء في الداخل من اجل تفجير مفاعل فوردو من داخله والإجهاز على النظام عبر اغتيالات تطال غالبية الرموز.
كل هذه الخيارات مرتبطة بعوامل عدة أهمها قدرة كل من إسرائيل وإيران على التحمل، حيث من الواضح ان إسرائيل لديها قدرات اقل على الحفاظ على التماسك المجتمعي خلف الحكومة خاصة وان عائلات الأسرى ترى في نتنياهو شخصية متهورة عاجزة عن استعادة المختطفين ويأخذ إسرائيل إلى الهاوية.
اما بقية العوامل فهي مرتبطة بقدرة إيران على تجنيد حلفائها للدفاع عنها إضافة إلى قدرتها على تكبيد أساطيل أمريكا وقواعدها خسائر غير قابلة للتعويض في وقت قريب إضافة إلى تطهير البلاد من العملاء وهزيمتهم في الداخل والخارج.
أمام كل هذه الخيارات وعوامل فشلها او نجاحها فان إيران ملزمة بالعمل على كل الجبهات خاصة ما له عَلاقة بتوفير حماية لمفاعلاتها السلمية وعلى راسها مفاعل فوردو تحول دون تمكن أي إنزال من انجاز المهمة.
مطلوب من إيران الابتعاد عن استهداف المدنيين في إسرائيل لان الآلة الإعلامية الصهيونية ستستخدم أي هجوم لتحسين صورة الكيان التي تضررت كثيرا من خلال ممارستها للإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين كما ان مهاجمة المدنيين في إسرائيل ستساعدهم في العودة إلى الظهور ليس بمظهر الضحية بل الضحية الوحيدة.
مطلوب من إيران اللجوء إلى القانون الدُّوَليّ والمطالبة بمعالجة الملف النووي الإسرائيلي ضمن نفس القواعد التي تتعامل بها مع الملف الإيراني وان ثبت عبر التفتيش امتلاك إسرائيل لأسلحة نووية إجبارها على التخلص منها تحت اشراف المؤسسات الدولية، كما ان على إيران مطالبة من سيرعون الاتفاق النهائي بالتعامل مع الصناعات العسكرية الإسرائيلية بنفس طريقة التعامل مع الصناعات الإيرانية.
مطلوب من إيران التركيز على ان الصراعات في المنطقة جذورها مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، حيث ان حل القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة وتمكين الفلسطينيين من حقهم في تقرير مصيرهم سيشكل عاملاً رئيسيا في وقف سباق التسلح وخلق منطقة مزدهرة تعيش شعوبها جنبا إلى جنب بأمن وسلام.