خاص| من الحصار إلى المجاعة: واقع الحياة في قطاع غزة تحت القصف
يعكس الوضع في قطاع غزة معاناة إنسانية مروعة تتفاقم يوماً بعد يوم، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي تصعيده العسكري، وتفرض الحصار القاسي الذي أدى إلى تدهور الحالة الصحية والاقتصادية والاجتماعية للسكان.
تتفاقم مأساة أهل غزة وسط هشاشة الأوضاع الإنسانية، ويعيش السكان أوضاعًا مأساوية من النزوح، والاحتياج، والقهر الشديد، في ظل غياب أبسط حقوق الحياة الكريمة.
قالت الصحفية أمل حبيب في حديث خاص لـ"رايــة": "هوية المشاهد التي نعيشها في قطاع غزة مرعبة، حيث يوجه جيش الاحتلال الإسرائيلي ضرباته بشكل مستمر، وما زالت العمليات العدوانية قائمة ليلاً ونهارًا، حيث نرى النيران مشتعلة في منازل المواطنين بحي الشجاعية والتفاح حتى ساعات الصباح. وتواصل القوات غاراتها لأكثر من 70 يومًا، والأهالي يواجهون حالة نزوح قسرية ووضعًا إنسانيًا وصحيًا واجتماعيًا مأساويًا، يصعب وصفه."
وأضافت أن المكتب الإعلامي الحكومي تحدث مؤخرًا عن رقم مروع، حيث أكد أن أكثر من 450 شهيدًا سقطوا على عتبات مراكز توزيع المساعدات، التي تعرف أيضًا بمراكز الطعام أو المراكز الأمريكية، والتي تتعرض للقصف بشكل متكرر.
وأكّدت أن قطاع غزة فقد فعليًا الأمن الغذائي، وأن المواطن يعاني من المجاعة، حيث يتم استخدام أساليب الاحتلال الوحشية عبر فرض حصار وتجويع السكان بشكل قاسٍ.
وقالت: "يومياً، يُقتل عشرات الأشخاص أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات، سواء كانوا ذاهبين لتلقي الطعام أو مننتظرين دخول المساعدات، خاصة في مناطق جنوب القطاع ووادي غزة. أكثر من 100 يوم، والمعابر مغلقة، والمساعدات غير متوفرة، والمجاعة تزداد سوءًا، وخصوصًا بين الأطفال الذين استيقظوا على واقع مرير من الجوع والتشريد."
كما أسرت أن الأطفال في غزة لا يجدون إجابة على أسئلتهم البسيطة، حيث يسأل طفل:
"ليش ما في رغيف خبز؟ ليش بيمنع عنا الخبز؟"،
وتضيف: "هذه الأسئلة الشائكة والموجعة تعيد سياسة التجويع، وتضرب بعمق في كل منزل من منازل القطاع."
وتابعت: "حتى في أيامنا هذه، الاحتلال يقتل الفرح ويطمس البسمة على وجوه الأهالي، وهذا أحد الأخبار التي تفاعلت معها مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، حين ظهر محمود شراب، الفنان والكوميدي، الذي كان يُسقي الماء أثناء انقطاع الإنترنت، ليؤكد على حالة الصمود. واغتيل محمود خلال 24 ساعة من اغتيال الفنان محمد رضوان، الملقب بكاظم غزة، مما يعكس استهداف الاحتلال للرموز الوطنية."
وأضافت: "رحل العديد من الشهداء، وكتبوا بأحرف من نور، وتركوا أثرًا طيبًا في قلوبنا، ولكن قهر ووجع أكبر استمر في الارتفاع."
أما عن الحالة التعليمية، فقالت: "إن طلبة التوجيهي في فلسطين، وخاصة في غزة، يعايشون وضعًا استثنائيًا، حيث بدأوا بالامتحانات وسط ظروف استثنائية، وصرحّت أن عشرات الآلاف من الطلاب من العام 2006 و2007، حُرموا من حقوقهم الأساسية في تقديم الامتحانات، والانتقال إلى جامعاتهم، فيما تزداد حالة الحصار والمعاناة اليومية."
وأوضحت أن الحالة الصحية تتدهور أيضًا، مع نقص الأدوية، وعدم وجود غرف عناية مكثفة، وأن العديد من الجرحى يعانون من حالات مرضية تستلزم علاجًا عاجلاً، غير متوفر هنا، مما دفع إلى وضع إنساني مزرٍ.
وفي سياق حديثها، أشارت أن أكثر من 220 شهيدًا وصلوا خلال الساعات الأخيرة إلى مستشفيات القطاع، التي تعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات، وأن حالة الأطفال حديثي الولادة تتدهور بشكل متزايد، خصوصًا مع نقص حليب الرضاعة، وتعمد الاحتلال استهداف حياة الناس بشكل متكرر.