دبلوماسية القوة الجديدة: هل وُجهت الضربة القاضية لإيران بقصف 3 منشآت نووية؟

2025-06-22 10:40:52

شهدت المنطقة تطورات عسكرية جديدة تؤكد على عمق التنسيق الأمريكي-الإسرائيلي في المواجهة العسكرية الدائرة، حيث وجهت الولايات المتحدة ضربة عسكرية مباشرة في إطار ما يبدو أنه استراتيجية جديدة تعتمد على "دبلوماسية القوة" بدلاً من الدبلوماسية التقليدية، الأمر الذي يثير تساؤلات حول تداعياته على المشهد الإقليمي والدولي.

في حديث خاص لـ"رايــة"، قال الكاتب والمفكر الفلسطيني معين الطاهر: "من المبكر الحكم على نتائج الضربة، من السهل أن تبدأ الحرب ولكن من الصعب أن تنهيها أو أن تتنبأ بنتائجها. لا شك أن ما حدث اليوم يشكل علامة فارقة جديدة في الصراع الدائر، وهو إثبات مباشر وعملي على التورط الأمريكي المباشر والتنسيق المباشر ما بين ترامب ونتنياهو في كل شيء."

وأضاف الطاهر أن "ترامب قال اليوم بأننا فريق عمل رائع ومشترك وأننا ننسق في كافة الأمور، سواء كان ذلك بالتضليل الإعلامي أو بالمبادرة المباشرة، ولكن أنا أظن من حيث نتائج الضربة من حيث توقع ردود الفعل، ما زال مبكراً. هنالك ما زالت علامات استفهام كبيرة حول ماذا حققت هذه الضربة."

وحول التقييم الأولي للعملية العسكرية، أوضح الطاهر: "أعتقد أنها قد تكون قد حققت إنجازات في بعض المواقع النووية الإيرانية خصوصاً في نطنز، ولكن ما زلت أشك في مدى نجاح هذه الضربة على فوردو المعروف أنها تقع تحت جبل كبير بجوار مدينة قم الإيرانية."

وتساءل: "الإيرانيون قالوا بأنهم قد أخلوا هذه المواقع، من ماذا أخلوها؟ هل أخلوها فقط من الأفراد أم أخلوها من المعدات أم من اليورانيوم المخصب؟ وإلى أين نقلوه؟ وإذا كان هذا صحيحاً، هل لدى الإيرانيين مواقع أخرى؟ ما هي ردة الفعل الإيرانية؟ حتى الآن لا نعرف تماماً ما هي النتيجة."

دبلوماسية القوة الجديدة

وفي سياق تحليله للاستراتيجية الأمريكية الجديدة، قال الطاهر: "ما يحدث علينا أن ندرجه ضمن سياسة أن الدبلوماسية أعتقد أنها قد تراجعت كثيراً، أو أن هنالك دبلوماسية جديدة ربما نطلق عليها اسم دبلوماسية القوة وليست دبلوماسية التفاوض، وليست تقديم تنازلات متبادلة، وليست الوصول إلى نقاط وسط في أي مشكلة عالمية."

وحذر من أنه "إذا كانت هذه السياسة التي ستميز إدارة ترامب، فهذه ستكون لها نتائج خطيرة للغاية مستقبلاً، ليس على مستوى إيران ولا على مستوى فلسطين ولا الصراع العربي الإسرائيلي، وإنما على مستوى العالم كله. إذا كانت هذه هي نظرة ترامب لطريقة معالجة الأمور، فالعالم ينحو بمنحى يكاد يكون شبيه ببعض اجتياح العراق أو ببعض الحرب العالمية الثانية من هيمنة كاملة، ولكن هذا لا يمكن له أن يدوم."

وحول الموقف الإسرائيلي من التدخل الأمريكي، أشار الطاهر إلى أن "بنيامين نتنياهو يقول في هذا السياق أن القوة تأتي أولاً ثم السلام، يعني يبدو أنه أيضاً يتحدث في ذات الإطار للدبلوماسية الجديدة. ويبدو أن الفرح كبيراً في تل أبيب بعد التدخل الأمريكي."

وأوضح أن هذا التدخل يُعتبر مفاجئاً حتى في تل أبيب "لأنه انتهى الموقف الأمريكي، انحاز تماماً، لم يعد هنالك حتى فترة الأسبوعين التي قال ترامب أنه يمنحها لإيران، رغم أنه في كل مبادراته كان يقول بأن لها أسبوعين كي تستسلم وليس كي تفاوض."

وكشف الطاهر أنه "قلت في الحقيقة أن ترامب سيقوم بتوجيه ضربة إلى إيران عندما يعتقد أن الإسرائيليين قد أنجزوا ما هم عليه كي يحقق هو هدف الفوز. السؤال: هل تمكن فعلاً من تحقيق هدف الفوز؟ أنا ما زلت أشك في ذلك، أنا أظن أن هذا سيتضح خلال الساعات القليلة القادمة."