خاص| الاحتلال يستهدف المجوعين: مجازر بحق منتظري المساعدات في غزة

2025-06-23 09:33:47

في واحدة من أكثر فصول الحرب الإسرائيلية على غزة فظاعة، يواصل جيش الاحتلال ارتكاب مجازر مروّعة بحق المدنيين، حيث بات قتل الفلسطينيين أثناء انتظارهم شاحنات المساعدات مشهدًا يوميًا في مناطق متفرقة من القطاع، لاسيما في خان يونس وشمال غزة.

وكشفت مراسلتنا في غزة ربا خالد عن تفاصيل مؤلمة وميدانية لهذه التطورات، مشيرة إلى أن سياسة استدراج الفلسطينيين إلى "مصائد الموت" باتت ممنهجة تحت غطاء توزيع الإغاثة، وسط حصار وتجويع غير مسبوق.

وقالت ربا خالد، مراسلة شبكة راية الإعلامية في غزة، إن الساعات الأخيرة شهدت تصعيدًا خطيرًا من قبل الاحتلال، تمثل باستهداف مباشر وممنهج للمدنيين المنتظرين شاحنات المساعدات الإنسانية، وخاصة في خان يونس ومحيط منطقة زكيم شمال القطاع.

وأضافت أن الاحتلال حوّل مواقع توزيع المساعدات إلى مصائد دموية، بعد أن فرض تجويعًا طويلًا على السكان، الأمر الذي دفع آلاف الفلسطينيين للتوجه نحو تلك المناطق بحثًا عن القليل من الدقيق أو المواد الغذائية الأساسية.

وتابعت: "يوم أمس دخلت بعض الشاحنات عبر محوري نتسريم وزكيم، إلا أن قوات الاحتلال فتحت نيرانها تجاه المدنيين، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى.و لا تزال جثامين الضحايا ملقاة على الطرقات عند شارع صلاح الدين قرب محور سُريم، وسط عجز تام عن الوصول إليهم بسبب خطورة المنطقة."

وأوضحت أن هذه الهجمات ترافقت مع استمرار استهداف منازل مأهولة بالسكان، كما حدث خلال ساعات الليل في منطقة الكرامة غرب مدينة غزة، حيث قصف الطيران الحربي منزلًا مكوّنًا من عدة طوابق كان يؤوي أكثر من 50 شخصًا، ما أسفر عن مجزرة حقيقية بحق عائلة أبو النازي.

وأضافت: "فرق الدفاع المدني لا تزال تعمل منذ الليل وحتى الآن في محاولة لانتشال الشهداء والبحث عن المفقودين تحت الركام، في ظل قصف متكرر، واستهداف مناطق غير مصنفة كمناطق عمليات عسكرية."

وأشارت خالد إلى أن الاحتلال أصدر أوامر إخلاء طالت أكثر من 80% من مساحة قطاع غزة، ما دفع السكان إلى التكدس في المناطق الغربية من مدينة غزة، ووسط القطاع، ومنطقة المواصي في خان يونس، وهي مناطق باتت مكتظة بشكل خطير، وأي قصف فيها يسفر عن عدد كبير من الضحايا، حتى لو بصاروخ واحد من طائرة مسيّرة.

وفي سياق الإغاثة، قالت خالد إن برنامج الأغذية العالمي أعلن عن استئناف المطبخ المركزي العالمي لبعض عملياته في قطاع غزة بعد توقف دام 12 أسبوعًا، لكنها أوضحت أن هذا الاستئناف لا يشمل كافة المطابخ، بل يقتصر على عدد محدود منها في بعض المحافظات.

وأضافت: "ما يدخل إلى القطاع من مساعدات غير منتظم، يوم تدخل 10 شاحنات، ويوم 50، ويوم لا يدخل شيء، وبالتالي فإن تشغيل المطابخ الإغاثية يرتبط بما يصل فعليًا من مساعدات."

ولفتت إلى أن المساعدات التي تدخل تقتصر على البقوليات والدقيق والعدس، في ظل حرمان تام من الخضروات، الفواكه، واللحوم منذ أكثر من خمسة أشهر.