ما الذي حدث بالضبط هذا اليوم؟

2025-06-24 22:38:55

رأي مسار

 

 

 

من المفترض أن تكون الحرب الإيرانية الإسرائيلية قد توقفت بفعل الضربات الأمريكية للمفاعلات النووية الإيرانية.

الرئيس ترمب كعادته يبالغ في تسويق نتائج ما يفعل، فهو مصر على أنه أنهى المشروع الإيراني النووي مع أن على هذا جدلٌ كبير، ومصرٌ كذلك على أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران سيستمر إلى الأبد، وبوسعنا القول حال توقف النار تماما أننا في أيام توزيع الحصص على النحو التالي..

أولاً.. الحصة الأكبر للرئيس ترمب الذي أمر الطائرات العملاقة التي تحمل أطنان القنابل بضرب المفاعلات، ما وفر له ادعاء ذي مصداقية نسبية، بأنه حقق ما لم يستطع من سبقه من الرؤساء الأمريكيين تحقيقه، وخاصةً الديموقراطيين.

ثانياً.. إيران، التي قامت بمناورةٍ محدودةٍ بالعتاد الحي بضربها الرمزي لقاعدة العيديد الفارغة إلا من الرمال، وبوسع رئيسها الأوحد والأعلى السيد خامنئي أن يخرج من مخبأه ويعلن انتصار إيران التي وإن ضُربت في العمق إلا أنها بقيت ولم يسقط نظامها، وهذه المقولة مستمدة من حلفاء الأمس في سوريا التي أعلن حكامها آنذاك أن الانتصار البعثي في حرب حزيران تحقق رغم احتلال الجولان وذلك بأن هدف الإسرائيليين لم يتحقق وهو إسقاط النظام.

ثالثاً.. إسرائيل، حصتها من كل الذي حدث أنها خسرت كثيراً من ادعائها بأنها ستغير الشرق الأوسط وبعد تغييره ستغير العالم، كما قال ذلك نتنياهو وسموتريتش صراحةً وبنفس العبارات.

حصة إسرائيل الأساسية كانت إطلاق يدها في غزة وفي نفس الوقت إنعاش طموحاتها بتصفية الحالة الإيرانية من جذورها لترتد إلى مكانها الطبيعي مجرد آلة بيد الرئيس الأمريكي يحركها كيفما يشاء ويوقفها وقتما يشاء.

رابعاً.. قطر، لعبت الدولة القطرية الشقيقة دوراً يتناسب مع دورها التاريخي في الوساطة بين المتقاتلين أينما وجدوا فقد ردّت على الهجوم الإيراني بأن أسقطت مسيرات كانت في طريقها للقصف، وخلال هذه المعمعة الرمزية لم تخسر قطر إنساناً واحداً شهيداً أو جريحاً ولم تصب ناطحات السحاب في الدوحة ولم يكسر منها لوحٌ زجاجي، والخلاصة أن دورها في الوساطة تعزز كثيراً من خلال كونها إلى حدٍ ما شريكاً فيما حدث.

نحن الآن وإلى أجلٍ لا نعرفه بالضبط، أمام تقاسم تركة الحرب بين أطرافها الرئيسيين، والذي سيلي هذا انصراف كل طرف من الأطراف الثلاثة المحاربة إلى مواجهة تفاعلات ما حدث داخل بلاده.

السؤال الفلسطيني الدائم، ما هو انعكاس ذلك على غزة؟

من المفترض لو كان هنالك منطق أن تستفيد غزة مما حدث، وأن يجري التوصل سريعاً إلى اتفاق للتبادل ووقفٍ مؤقتٍ لإطلاق النار، وقد يفضي إلى وقفْ دائم وفق ترتيبات ويتكوف، وحتى الآن لا نعرف بالضبط كيف قرأت حماس الحالة الإيرانية بعد الحرب، وكيف سيكون تحالفها معها بعد الذي حدث.

لا نتسرع الأمور ولننتظر التطورات الني ستتبلور سريعاً حال صمود وقف إطلاق النار والدخول إلى مرحلة ما بعده.