خبير عسكري لراية: أمريكا رسمت "استراتيجية خروج" أنهت مواجهة إيران وإسرائيل

2025-06-25 10:55:55

في تقييم تحليلي للمشهد الإقليمي بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، رأى العميد الركن والخبير العسكري الاستراتيجي رزق الخوالدة أن ما جرى لم يكن نتيجة ضغوط داخلية أو ميدانية فقط، بل خضع لما وصفها بـ"استراتيجية الخروج" التي رسمتها الولايات المتحدة الأمريكية، وسعت من خلالها لحفظ ماء الوجه لكلا الطرفين.

وفي حديث خاص لـ"رايــة"، قال الخوالدة: "أعتقد أن استراتيجية الخروج من هذه الحرب، والتي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية، جاءت لتحفظ ماء الوجه للطرفين. والدليل أن وقف إطلاق النار لم يُعلن من قبل الأمم المتحدة أو وسطاء دوليين، بل أعلنه الرئيس الأمريكي شخصيًا، ما يعكس من كان يُدير المسرح من الخلف."

وأضاف أن الضربة الإيرانية باتجاه قاعدة أمريكية في قطر لم تكن ضربة ذات طابع عسكري حقيقي، بل جاءت ضمن "معادلة خروج مدروسة": "لم تُستهدف مواقع أمريكية بالغة الأهمية أو الحماية، بل أهداف أقل تحصينًا. وحين استُهدفت، لم نشهد ردًا أمريكيًا مباشرًا، بل جاء الرد عبر تصريحات من قطر، سواء من وزارة الخارجية أو من نائب وزير الدفاع."

ورأى الخوالدة أن ما جرى كان مخططًا ضمن تفاهمات غير معلنة: "هناك دول قد تكون لم تكن مرتاحة لهذه التسوية، مثل إسرائيل، التي تعتبر أن الحرب لا يمكن أن تتوقف دون إنهاء ملف الصواريخ الإيرانية بالكامل. المشروع النووي الإيراني تراجع، نعم، لكن خطر الصواريخ لا يزال ماثلًا."

وتابع أن هناك ضمانات غير مباشرة، ربما من سلطنة عمان أو روسيا، ببحث هذا الملف لاحقًا، لكنّ إسرائيل كانت ترغب بحسمه الآن.

ورأى أن إيران وافقت على هذه التسوية لأسباب تتعلق بتهديدات وجودية للنظام، قائلًا: "إيران تلقت ضربات موجعة، خاصة من خلال اختراقات استخباراتية للموساد داخل أراضيها، أثّرت على قدراتها الدفاعية وقوتها الصاروخية، واغتالت عددًا من العلماء والقادة العسكريين."

وأضاف أن إيران أصبحت تعتمد على الصواريخ الفرط صوتية كخيار وحيد تقريبًا، بعد تراجع قدراتها الدفاعية:

"الموساد استهدف منظومات الدفاع الجوي من طراز S-300، عبر طائرات مسيرة ورشقات متتالية، ما منح الاحتلال تفوقًا جويًا في الأجواء الإيرانية."

ولفت إلى أن هذا التفوق أجبر إيران على التراجع، والاعتماد فقط على قدرات الصواريخ الفرط صوتية، رغم قوتها: "الصواريخ الفرط صوتية الإيرانية أثقلت كاهل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، واخترقت القبة الحديدية رغم تعقيداتها التقنية العالية، وهذا ما دفع إيران لفرض معادلة جديدة."

وحول مشهد التحالفات، قال الخوالدة: "المعسكر الشرقي أثبت ضعفًا في دعم حلفائه، بعكس الغرب. رأينا كيف تداعى الغرب لدعم أوكرانيا بشكل كامل، وكيف وقف مع إسرائيل في هذه الحرب، في حين لم تحصل إيران على دعم نوعي من روسيا أو الصين."

وأشار إلى أن الغرب يلتزم مع حلفائه بصلابة أكبر، بينما ترك المعسكر الشرقي حلفاءه يقاتلون بمفردهم في أكثر من ساحة، من ليبيا إلى اليمن.

واختتم الخبير العسكري الأردني حديثه بالتأكيد على أن صانع القرار الإيراني وصل إلى قناعة بأنه لا مفر من إنهاء الحرب: "عندما تفقد قدراتك الدفاعية وتصبح الصواريخ الفرط صوتية هي خيارك الوحيد، وتُستنزف قواعدك الحيوية، تصبح المعادلة تميل نحو التسوية، مهما كانت الكلفة السياسية."