لم تُسقط نظام إيران ولم تقض على برنامجها النووي.. فكيف تسوّق تل ابيب انتصارها؟

2025-06-25 14:17:27

في ظل التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، وبعد الضربة الجوية التي استهدفت منشآت إيرانية، عاد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ليروج لانتصار استراتيجي ضد ما وصفه بـ"التهديد الوجودي". لكن الواقع الأمني والسياسي الداخلي في إسرائيل يكشف صورة مغايرة.

وفي حديث خاص لـ"رايــة"، اعتبر الخبير في الإعلام السياسي الدكتور سعيد شاهين أن نتنياهو يستخدم الكذب والتضليل كوسيلة للبقاء في الحكم، رغم فشل حكومته في تحقيق الأهداف العسكرية أو الاستراتيجية المعلنة.

وقال شاهين إن الضربات الجوية الإسرائيلية ضد إيران لم تحقق أهدافها الكبرى، ولم تتمكن من القضاء على البرنامج النووي الإيراني ولا على منظومة الصواريخ الباليستية. ورأى أن إسرائيل تروج لـ"انتصار مزعوم"، لا يستند إلى أي نتائج ميدانية حقيقية.

وأضاف شاهين: "حينما نتحدث عن الاستراتيجية التي تحكم الأداء السياسي والعسكري لدولة الاحتلال، فنحن نتحدث عن شخص يتحكم بكل مفاصل الدولة وهو بنيامين نتنياهو، المعروف بكذبه المتواصل ومحاولته المستمرة لخلق سردية خاصة به تستند إلى التاريخ الديني وتخدم أهدافه الشخصية في البقاء بالحكم، هربًا من ملاحقات قضائية تلاحقه منذ سنوات".

وأشار إلى أن نتنياهو يسعى إلى استمالة الرأي العام الإسرائيلي من خلال إثارة الخوف والتلويح بتهديدات أمنية، وهو ما يدفع الشارع الإسرائيلي إلى الالتفاف حوله، رغم إدراك كثيرين أن هذه الحكومة اليمينية الفاشية تمارس الخداع والتضليل.

صواريخ إيران تكشف ضعف "القبة الحديدية"

وأوضح شاهين أن الساعات الأخيرة من الهجوم كشفت هشاشة منظومة الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأمريكية، حيث فشلت في اعتراض كثير من الصواريخ التي أُطلقت من إيران.

وقال: "نتنياهو اختلق جبهة جديدة مع إيران، بعد أن لمس تصدعًا داخليًا في الجبهة الإسرائيلية، بهدف إعادة توحيد الشارع والمعارضة خلفه، مستخدمًا ذريعة (الخطر الوجودي) ليبرر الحرب".

وأكد أن الواقع الميداني أظهر عكس الرواية الحكومية، حيث تعرض العمق الإسرائيلي لضربات لم يشهدها منذ عقود، و"شعر الإسرائيليون أن الكيان الذي طالما تباهى بأنه الأكثر أمنًا بات مكشوفًا، تمامًا كما يحدث في قطاع غزة".

وأضاف: "فرار مئات الآلاف من الإسرائيليين نحو دول مجاورة خوفًا من التصعيد الإيراني، يكشف أن الحكومة لم تنجح في حماية الداخل، وأن رواية الأمن والحماية مجرد أوهام".