في زيارة لجامعة بيرزيت… المكتبة الوطنية الفلسطينية تبحث آفاق الشراكة في مشروع توثيق الأرشيف الوطني

2025-06-25 22:36:27

في إطار تعزيز الشراكات الوطنية الرامية إلى صون الذاكرة الفلسطينية وتكامل الجهود الثقافية والمعرفية، زار وفد من المكتبة الوطنية الفلسطينية اليوم جامعة بيرزيت، حيث التقى رئيس الجامعة الدكتور طلال شهوان ونوابه للشؤون الأكاديمية والإدارية والتنمية والاتصال: الدكتور عاصم خليل، والدكتور إياد طومار، والدكتور ياسر العموري.

وضم وفد المكتبة الأستاذ الدكتور مروان عورتاني، رئيس المكتبة الوطنية، إلى جانب الدكتورة سناء موسى المديرة التنفيذية، والسيد فواز سلامة مدير عام الأرشيف والوثائق، والمهندس لازر الشرافي مدير الرقمنة، والسيدة فداء نجادة مديرة الإعلام والعلاقات العامة، ومعتصم أبو فخيدة موظف الأرشيف، والمصور والموسيقي الفلسطيني إميل عشراوي.

وجرى خلال اللقاء نقاش موسّع حول سبل التعاون بين المؤسستين، لاسيما في إطار مشروع توثيق الأرشيف الوطني الفلسطيني، الذي تقوده المكتبة الوطنية ويهدف إلى جمع وتنظيم ورقمنة الأرشيفات الفلسطينية داخل الوطن والشتات، بما يشمل أرشيفات البلديات، والمؤسسات، والمجموعات الخاصة، إلى جانب الصحف الفلسطينية، التي بلغ عدد صفحاتها المؤرشفة حتى الآن نحو نصف مليون صفحة، فضلًا عن توثيق الصور والأفلام والبوسترات والتاريخ الشفوي.

وقد طُرحت خلال الزيارة إمكانية الشراكة الأكاديمية مع جامعة بيرزيت، عبر مساهمات من دوائر أكاديمية ذات صلة كالإعلام والتاريخ والدراسات العليا، وبما يشمل إشراك الطلبة في مشاريع التوثيق والأرشفة كجزء من مساقاتهم وتدريبهم العملي، إضافة إلى مقترح إشراك طلبة الإعلام في إنتاج مواد مرئية توثيقية تُسهم في دعم المشروع ورفده برؤية شبابية معاصرة.

وأكد أ.د. مروان عورتاني خلال اللقاء أن الشراكة مع جامعة بيرزيت تُعد عنصرًا محوريًا في إنجاح هذا المشروع الوطني، نظرًا لمكانة الجامعة ودورها الأكاديمي والوطني، ولما تملكه من طاقات بشرية ومعرفية قادرة على الإسهام في بناء منظومة أرشيفية متكاملة، تحفظ التاريخ الفلسطيني وتُعيد تشكيل الوعي الجمعي استنادًا إلى الوثيقة والرواية الأصيلة.

من جانبه، رحّب رئيس الجامعة الدكتور طلال شهوان بالتعاون مع المكتبة الوطنية، مؤكدًا التزام جامعة بيرزيت بدورها في المشروع الوطني الفلسطيني، واستعدادها لتسخير مواردها الأكاديمية والمعرفية في سبيل حماية الذاكرة الفلسطينية، مشددًا على أن الأرشيف ليس مجرد مادة للتوثيق، بل أداة للنضال المعرفي وتشكيل الهوية.

وقد اتفق الطرفان على أهمية إعداد مذكرة تفاهم لتأطير هذا التعاون، وعلى ضرورة توحيد الجهود لبناء سردية فلسطينية متماسكة، ترتكز على الأدلة والوثائق والتوثيق الرقمي، وتتصدى لمحاولات التزوير والطمس، وتسهم في تعزيز الوعي الوطني والانتماء.

واختُتم اللقاء بالتأكيد على أن حماية الأرشيف الفلسطيني تُعد جزءًا لا يتجزأ من معركة الوجود، وخطوة استراتيجية نحو تثبيت الحق، وبناء جسور متينة تربط بين الماضي والحاضر والمستقبل.