صحة غزة لراية: لا نحصي إلا من يصل المستشفيات أو يتم التحقق منهم

في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، تتفاوت التقديرات حول عدد الشهداء والضحايا. ورغم اعتماد وسائل الإعلام على بيانات وزارة الصحة، إلا أن تقارير دولية أشارت إلى أن الأعداد الحقيقية قد تفوق بكثير ما يتم الإعلان عنه رسميًا. فهل تمثل إحصائيات وزارة الصحة الأرقام الدقيقة؟ وما هي أسباب الفجوة بين الواقع والأرقام المنشورة؟
في حديث خاص لـ"رايــة"، قال زاهر الوحيدي، مدير وحدة المعلومات الصحية في وزارة الصحة بغزة، إن الوزارة تلتزم بسياسة واضحة في تسجيل وتوثيق الشهداء، مضيفًا: "وزارة الصحة لا تسجل إلا من يصل إلى مستشفياتها أو يتم التحقق من بياناتهم عبر الروابط التي أطلقتها الوزارة لتبليغ ذوي الشهداء والمفقودين."
وأكد الوحيدي أن هناك آلاف البلاغات قيد التحقق، مشيرًا إلى أن عدد الشهداء الذين تم الإعلان عنهم تجاوز 56,400 شهيد، فيما لا تزال الوزارة تتحقق من أكثر من 5,000 بلاغ آخر: "الأرقام المعلنة أقل بكثير من الواقع، لأننا لا نحسب الشهداء الذين توفوا بشكل غير مباشر نتيجة الحرب، كمن ماتوا بسبب سوء التغذية أو نقص العلاج أو البرد أو من لم يبلغ عنهم ذووهم."
وأضاف: "لدينا نحو 6,000 وفاة طبيعية مسجلة خلال فترة العدوان، لا تدرج ضمن قوائم الشهداء رغم أنها تأثرت بالحرب بشكل غير مباشر."
وتحدث الوحيدي عن حالات حرجة، قائلاً: "1144 مريض غسيل كلوي كانوا يتلقون العلاج في مراكز وزارة الصحة، لكن اليوم فقط 650 منهم يواصلون العلاج. أي أننا فقدنا 41% من هذه الفئة وحدها."
كما أشار إلى الارتفاع الكبير في وفيات الأطفال والولادات المبكرة: "كثير من الأطفال وُلدوا وتوفوا في مناطق النزاع ولم يصلوا إلى المستشفيات. عدد الوفيات المسجلة قليل جدًا مقارنة بالواقع في الميدان."
وفي رده على التقرير الذي نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية وتناقلته وسائل إعلام عديدة، والذي وصف ما يجري في غزة بأنه "واحد من أكثر الصراعات دموية في القرن الحالي من حيث نسبة المدنيين"، علّق الوحيدي: "نعم، نحن أمام حرب إبادة ممنهجة. يقتل في غزة يوميًا حوالي 90 شخصًا، من بينهم 28 طفلًا و15 سيدة. أي كل 15 دقيقة يُقتل شخص، وكل 40 دقيقة يُقتل طفل، وكل 70 دقيقة تُقتل سيدة."
وأردف أن استهداف مراكز المساعدات – التي وصفها بـ"مصائد الموت" – فاقم من المأساة: "تم قتل أكثر من 500 شاب في هذه المراكز تحت غطاء المساعدات، حيث يتم قنصهم واستهدافهم بدم بارد."
وفيما يتعلق بنسبة الضحايا من النساء والأطفال، أوضح الوحيدي أن: "نسبة الضحايا من النساء والأطفال وكبار السن تبلغ 56%، بينما تمثل الفئات الأخرى من الرجال والشباب 44%."