خاص| أحزمة نارية وأوامر إخلاء جديدة تدفع آلاف العائلات للنزوح من أحياء غزة

2025-06-30 08:44:45

ليلة دامية جديدة عاشتها مدينة غزة وشمال القطاع، وسط تصعيد غير مسبوق من جيش الاحتلال، تمثّل في سلسلة غارات عنيفة وأوامر إخلاء شملت مساحات واسعة من المدينة. مشاهد الدمار والنزوح الجماعي تكررت على وقع أحزمة نارية استهدفت الأحياء السكنية والمدارس، لتعمّق من حجم الكارثة الإنسانية المستمرة في غزة.

وأفادت الزميلة أروى عاشور مراسلتنا في قطاع غزة، بأن المدينة وشمال القطاع شهدا ليلة عنيفة وقاسية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

"الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت منذ مساء الأمس حتى فجر اليوم سلسلة غارات مكثفة، استهدفت مباني سكنية ومدارس تأوي نازحين، إلى جانب هجمات عنيفة على أحياء الزيتون، التفاح، جباليا البلد، والشجاعية، فيما يعرف بالأحزمة النارية"، تقول عاشور.

في حي الزيتون، استهدفت غارة مدرسة "الحرية" التي كانت تأوي مئات العائلات، ما أسفر عن استشهاد أربعة مواطنين بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى عدد من الإصابات.

وفي جباليا شمالاً، لم تسلم "مدرسة حلاوة" من القصف هي الأخرى، ما تسبب بحالة من الذعر الشديد بين الأهالي، وسط استمرار تحليق الطيران الحربي وتكثف أعمدة الدخان في محاور عديدة داخل مدينة غزة وشمالها.

وتضيف عاشور: "جيش الاحتلال أصدر أوامر إخلاء جديدة شملت مناطق واسعة من مدينة غزة وشمالها، ما دفع آلاف العائلات للنزوح مجددًا نحو المناطق الغربية وسط ظروف إنسانية كارثية".

وأكدت أن حركة النزوح ما زالت مستمرة حتى صباح اليوم، مشيرة إلى أن معظم العائلات خرجت بملابسها فقط، وبعض الحاجيات، لتفترش الأرض أو تقيم في خيام مهترئة أو العراء الكامل.

وأوضحت أن المناطق الغربية من مدينة غزة أصبحت مكتظة بشكل يفوق الوصف: "اليرموك، الصحابة، الميناء، تل الهوى، كلها مزدحمة بشكل خانق... لا خيام تكفي، ولا ماء، ولا خدمات، فقط أعداد هائلة من النازحين"، تقول عاشور.

وفيما لا تزال أجزاء من العائلات عالقة في المناطق التي شملتها خرائط الإخلاء الإسرائيلية، أوضحت مراسلتنا أن عدداً كبيراً لم يغادر منازله حتى الآن: "بعضهم لا يملك مكاناً يذهب إليه. لا توجد بقعة آمنة في غزة".