خبير عسكري لراية: الاحتلال لم يحقق أي هدف في غزة بعد 632 يومًا من الحرب

2025-06-30 11:25:20

في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ودخول الحرب يومها الـ632 دون تحقيق أهداف عسكرية أو سياسية واضحة، تتصاعد الدعوات الدولية لوقف فوري للعمليات العسكرية، وآخرها ما صدر عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

. في هذا السياق، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي د. نضال أبو زيد، في حديث خاص لـ"رايــة"، أن الاحتلال يعيش مأزقًا استراتيجيًا حقيقيًا، وسط تضارب بين المستويين السياسي والعسكري بشأن مستقبل العدوان، وانسداد الأفق أمام أي "إنجاز" يُترجم سياسيًا.

وأضاف أبو زيد: "لا أعتقد أن دعوة ترامب سيكون لها أثر فعلي الآن، لأن موازين القوى على الأرض لا تزال تميل لصالح المقاومة، خاصة في العشرة أيام الأخيرة. الانصياع لأي تهدئة حالياً سيُفسّر على أنه انسحاب مهين بسبب ضربات المقاومة، وهو ما لا يرغب المستوى السياسي الإسرائيلي بالاعتراف به."

ويتابع: "الرغبة بالتهدئة موجودة فعليًا لدى الجنرالات، لأنهم الأكثر إدراكًا لحجم الخسائر الميدانية، بينما لا تزال القيادة السياسية، وعلى رأسها نتنياهو، تصر على الاستمرار، رغم انسداد الأفق العسكري."

ويضيف: "جيش الاحتلال يدخل المعارك متى وكيفما يشاء، لكنه دائمًا ما يواجه أزمة في استراتيجية الخروج. هذه المشكلة وثّقتها المحللة العسكرية أرونا مزراحي في كتابها حرب الشمال، حين قالت إن الخروج من الحروب لا يتم دون تدخل أميركي، كما حصل في جنوب لبنان، وغزة الآن ليست استثناءً."

ويرى أبو زيد أن الاحتلال يحاول تحقيق "أي إنجاز يُذكر"، قبل الرضوخ للوساطات. "الهدف الوحيد الذي تحقق هو التدمير والقتل فقط، أما الأهداف المعلنة – القضاء على المقاومة، تجريدها من السلاح، وتحرير الأسرى بالقوة – فلم تُحقق".

ويتابع الخبير العسكري: "نعم، درّسن الألمانية مُسحت عن الخريطة خلال الحرب العالمية، لكنها اليوم قوة اقتصادية كبرى. ويدرك الاحتلال أن تدمير غزة ليس هدفًا ذا جدوى استراتيجية".

وحول إنجازات المقاومة، قال: "علينا أن ننتبه، الجيش الإسرائيلي ليس ضعيفًا، هو مصنّف رقم 18 عالميًا ويملك سلاحًا نوويًا، ومع ذلك المقاومة نجحت في منعه من التقدّم، والقيام بعمليات نوعية مؤثرة رغم الحصار، ومن أبرزها استهداف فرق المشاة وفرقة 99 وفرقة المظليين التي تم الزج بها مجددًا رغم خسائرها السابقة".

ويؤكد أن "الاحتلال يرتكب أخطاء تكتيكية تستغلها المقاومة بشكل فعّال، وأبرز مؤشر على تخبطه هو الخلاف الصريح بين العسكريين والسياسيين في الاجتماع الأخير بقيادة المنطقة الجنوبية".