خاص| غزة تُحرق بالأحزمة النارية: تصعيد إسرائيلي غير مسبوق ومخاوف من كارثة صحية
في تصعيد جديد وصف بالأعنف منذ أيام، استشهد أكثر من 100 مواطن خلال 4 ساعات فقط من القصف الإسرائيلي المتواصل الذي استهدف مختلف مناطق قطاع غزة، ضمن سياسة "النسف والأحزمة النارية" التي باتت تتكرر يوميًا، لا سيما في ساعات الليل والفجر الأولى.
و قالت مراسلتنا من غزة ربا خالد إن "الجيش الإسرائيلي يواصل تنفيذ عمليات نسف وتدمير شامل في المناطق الشرقية من القطاع، خاصة في المحاور التي تم التحذير منها مؤخرًا في أوامر الإخلاء"، مشيرة إلى أن "فرقة 98 العسكرية بدأت عمليات جديدة في شمال غزة بدعم مباشر من المستوى السياسي والعسكري، بهدف ممارسة ضغط مضاعف على سكان تلك المناطق".
وأضافت أن الاحتلال استهدف بشكل مباشر خيام النازحين، لا سيما في شارع 5 بمنطقة المواصي غرب خان يونس، كما قصف مخيمًا للأيتام، وأوقع العديد من الشهداء والإصابات، في استهداف وصفته بأنه "إجرامي بحق من يفترض أن تكون لهم مناطق آمنة".
وشهدت كذلك مناطق الشجاعية والزيتون وحي التفاح وجباليا البلد عمليات قصف عنيفة، فيما وصلت جثامين 10 شهداء إلى مجمع ناصر الطبي نتيجة استهدافات متعددة، من بينها خيام نازحين قرب مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع.
وأكدت مراسلتنا أن "القصف طال خيامًا بسيطة مصنوعة من القماش والنايلون، لا تقي من شظايا القصف، ما يضاعف من حجم الإصابات والخسائر في صفوف المدنيين"، مضيفة أن "عمليات جيش الاحتلال تفتقر لأي هدف عسكري، وتركّز فقط على تدمير البنية التحتية بالكامل، من مبانٍ وأراضٍ زراعية، بما يجعل المناطق المستهدفة غير قابلة للعيش أو الترميم مستقبلاً".
وأشارت إلى أن هدف الاحتلال بات واضحًا "بفرض واقع يؤدي إلى هجرة طوعية من القطاع"، مستذكرة ما حصل سابقًا في مدينة خان يونس التي تحوّلت إلى "ركام من الحجارة".
وتابعت خالد: "نحن أمام سياسة تعطيش وتجويع ممنهجة، حيث لا توجد مياه صالحة للشرب، وتقلصت خدمات البلديات والمنظمات الإنسانية بفعل منع دخول الوقود والمساعدات"، مؤكدة أن انتشار الأمراض الخطيرة مثل الحمى الشوكية والسحايا يتسارع نتيجة الاكتظاظ في مناطق ضيقة، وانعدام خدمات النظافة والصحة.
وحمّلت مراسلتنا الاحتلال مسؤولية كارثة بيئية وصحية متفاقمة في منطقة المواصي، التي باتت الوجهة الوحيدة لعشرات آلاف النازحين، على الرغم من كونها غير مؤهلة لاستيعاب هذا العدد الهائل من السكان بسبب افتقارها للبنية التحتية الأساسية.