خاص| بسبب انقطاع الوقود.. غياب جلسات الغسيل يهدد حياة مرضى الكلى في غزة

في كارثة طبية تتفاقم تحت وطأة الحصار وانقطاع الوقود، حذّر رئيس قسم أمراض وزراعة الكلى في مجمع الشفاء الطبي، الدكتور غازي اليازجي، من أن 350 مريض فشل كلوي في محافظات شمال قطاع غزة، بينهم 230 مريضًا في مجمع الشفاء وحده، يواجهون خطر الموت خلال ساعات أو أيام قليلة، بسبب التوقف الكامل لخدمات غسيل الكلى في المستشفى نتيجة نفاد الوقود.

وفي حديث خاص لــ"رايــة"، أكد اليازجي أن المرضى كانوا يتلقون في السابق ثلاث جلسات غسيل أسبوعيًا، مدة كل منها أربع ساعات، لكن منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، تم تقليص الجلسات إلى جلستين أسبوعيًا، ومدة كل جلسة ثلاث ساعات فقط، ما يعني أنهم يتلقون نصف العلاج المطلوب.

وأوضح: "مريض الفشل الكلوي بات يغسل 6 ساعات أسبوعيًا بدلًا من 12، ما يؤدي إلى تراكم السموم، وارتفاع البوتاسيوم، وتجمع السوائل في القلب والرئتين، وقد يصل إلى حد الوفاة. والآن مع توقف القسم بشكل كامل، نحن أمام كارثة وشيكة."

وأشار إلى أن توقف خدمات غسيل الكلى جاء نتيجة نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، إضافة إلى نقص المستهلكات الطبية والأدوية الضرورية، مضيفًا أن المرضى يواجهون صعوبات شديدة في الوصول إلى المستشفى بسبب دمار البنية التحتية وانعدام وسائل النقل، فضلًا عن اعتماد معظم السكان على المعلبات المالحة التي تفاقم أوضاع مرضى الكلى سوءًا.

وبيّن الدكتور اليازجي أن الطواقم الطبية تلقّت وعودًا من الجهات الصحية ومنظمة الصحة العالمية بتوفير الوقود خلال الساعات القادمة، لكنه أكد أن التأخير في إدخاله يعني فقدان المزيد من الأرواح.

وكشف في حديثه أن عدد مرضى الفشل الكلوي في غزة كان 1100 مريض قبل العدوان، واليوم تقلّص العدد إلى نحو 700 فقط، أي أن 41% من المرضى توفوا خلال الشهور الماضية، نتيجة عدم تلقيهم العلاج، سواء بسبب توقف مراكز الغسيل، أو الحصار، أو نقص الأدوية.

وأضاف: "هناك مرضى كانوا يمكن علاجهم عبر تنظيم الضغط والسكر، لكن بسبب عدم توفّر الأدوية الوقائية والمناعية، تفاقمت حالاتهم وأصبحوا بحاجة إلى الغسيل العاجل."

وأكد أن المرضى يعتمدون بالكامل على جهاز غسيل الكلى، وأن انقطاع العلاج لمدة 48 إلى 72 ساعة فقط قد يؤدي إلى الوفاة الفورية، مشددًا: "هؤلاء المرضى لا يمكنهم النجاة دون الغسيل.. الجهاز هو شريان الحياة الوحيد لهم."