خاص| حرارة المتوسط تتجاوز 30° مئوية.. ماذا يعني ذلك لمناخ فلسطين والمنطقة؟

2025-07-02 14:39:23

في ظل تكرار مشاهد الظواهر الجوية الحادة وغير المألوفة، تشهد الأرض موجات حر شديدة، وتحديدًا في مناطق البحر المتوسط، حيث سجلت درجات حرارة المياه السطحية في الأيام الماضية مستويات قياسية بلغت 30 درجة مئوية.

هذه الظواهر ليست مجرد تقلبات موسمية، بل تحمل مؤشرات مقلقة على تغيرات مناخية عالمية قد تعيد تشكيل ملامح الحياة على الكوكب. 

في حديث خاص لــ"رايــة"، قال المتنبئ الجوي قصي حلايقه إن ما يشهده العالم من ظواهر جوية متطرفة، سواء كانت موجات حر غير مسبوقة أو أمطار غزيرة في غير أوانها، هو جزء من تحولات مناخية عالمية.

وأضاف أن البحر الأبيض المتوسط يسجل حاليًا درجات حرارة غير معتادة تصل إلى 30 مئوية، وهو تطور "ينذر بالخطر" ويؤثر على أنماط الطقس في مختلف مناطق العالم.

وأوضح حلايقه أن التغير المناخي لا يعني فقط ارتفاع درجات الحرارة، بل يشمل تغيرًا في نمط الأنظمة الجوية المعتادة، مشيرًا إلى أن العالم لم يصل بعد إلى مرحلة "التغير المناخي الكامل"، ولكن ما نشهده الآن هو مقدمات واضحة تدق ناقوس الخطر، وقد تقود إلى كوارث مناخية في المستقبل إذا استمر التصاعد الحالي.

وأضاف أن دولًا عديدة، مثل إسبانيا ومصر وتركيا، سجلت في الأيام الماضية ظواهر غير مسبوقة، منها موجات حر وصلت إلى 46 مئوية، وأمطار غزيرة وسيول في عز الصيف، كما حدث في القاهرة والإسكندرية.

وتحدث حلايقه عن ظاهرة "القبة الحرارية" التي تساهم في تضخيم موجات الحر، إذ تحتجز الهواء الحار وتمنع تدويره نحو الأعلى، مما يرفع درجات الحرارة في الطبقات السفلية لفترات طويلة. هذا النمط يتسبب في موجات حر طويلة وشديدة التأثير.

وأشار إلى أن العالم يتجه اليوم إلى تطبيق سياسات التكيف والتخفيف من آثار التغيرات المناخية، عبر خفض انبعاث الغازات الدفيئة، وتعديل أنظمة البناء، وزراعة الأسطح، وتطوير بنية تحتية قادرة على امتصاص الصدمات المناخية، مؤكدًا أن المدن يجب أن تكون أكثر "مرونة" في مواجهة هذه التغيرات.

كما شدد على أهمية وجود نظام إنذار مبكر، واستراتيجيات استجابة سريعة لحماية السكان من السيول والفيضانات وموجات الحر.

وفيما يخص فلسطين، قال حلايقه إن الإمكانيات المحدودة تعني ضرورة التركيز على "التكيف" بدلًا من التخفيف، خاصة أن تأثير الانبعاثات العالمية يطال الجميع، حتى الدول الصغيرة. وأضاف أن فلسطين بحاجة إلى تطوير بنيتها التحتية وتوسيع الرقعة الخضراء وزيادة الوعي البيئي، رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي تمر بها.