"قضايا في المواطنة" يناقش أزمة الوقود والإشاعات

2025-07-02 23:51:37

خاص - راية

سلّط برنامج "قضايا في المواطنة" الذي يُبث عبر شبكة "راية" الإعلامية الضوء على أزمة الوقود الأخيرة في الضفة الغربية، والتي ترافقت مع موجة إشاعات وهلع جماعي.

شارك في الحلقة كل من، صالح مشارقة، أستاذ الإعلام ومنسق السياسات والأبحاث في مركز تطوير الإعلام بجامعة بيرزيت، والصحفي محمود حريبات، حيث ناقشا بعمق مظاهر الخلل وأسباب الأزمة وسبل معالجتها.

مشارقة: المواطن بلا مصدر موثوق

قال الأستاذ صالح مشارقة إن تهافت المواطنين على محطات الوقود خلال الأزمة الأخيرة، رغم توفر الكميات، عكس ضعف الثقة بالمصادر الرسمية.

وأضاف: "ما زال المواطن الفلسطيني ضحية للإشاعات ولا يتعلم من التجارب السابقة، والدليل هو مشاهد الازدحام في المحطات رغم توفر الوقود".

وأكد أن غياب بيان رسمي واضح ساهم في تفاقم الأزمة، مستطردا: "كان من المفترض أن يظهر مسؤول حكومي يطمئن الناس كما فعل الناطق الرسمي خلال جائحة كورونا. غياب هذا الصوت زاد من الفوضى".

وشدد على أهمية الثقة كمكون أساسي في إدارة الأزمات. وقال: "الثقة بالمصدر أهم من حجم المعلومة، وإذا لم نخلق هذا المصدر سنبقى في دوامة من التضليل والهلع".

وأشار إلى أن لدى الجهات الرسمية إمكانات كبيرة لكنها لا تُستخدم، متابعا: "لدينا عشرات الصفحات الرسمية للبلديات والوزارات، ويمكنها الوصول لملايين الفلسطينيين، لكنها لا تُفعّل في لحظات الطوارئ".

واقترح مشارقة مجموعة حلول أبرزها: إنشاء خطة إعلامية وطنية للطوارئ، والتواصل المنظم مع المؤثرين على منصات التواصل، وبناء علاقات موثوقة بين المواطن والمؤسسات الرسمية.

وقال: "نحن لا نبحث عن إلقاء اللوم، بل عن حلول عملية يمكن تنفيذها، ويجب أن نكون مستعدين حتى لانقطاع الإنترنت أو قصف مقرات البث."

حريبات: رسبنا جميعًا في الامتحان

من جهته، وصف الصحفي محمود حريبات ما جرى خلال الأزمة بأنه فشل جماعي شامل، وقال: "رسبنا جميعًا في الامتحان؛ المواطن، الإعلام، الحكومة. لا أحد تحمل مسؤوليته كاملة".

وانتقد الأداء الحكومي، موضحًا: "لم نسمع أي تصريح من هيئة البترول أو الجهات المختصة يطمئن الناس، والمواطن تصرف بأنانية مفرطة لأنه تُرك بلا معلومة".

ورأى أن الغياب الكامل للحاضنة الشعبية والقيادة المجتمعية، ساهم في ترسيخ الفردانية، وقال: "انتهت مظاهر التكافل والنقابات واتحادات الطلبة، ولم نعد نرى مسؤولًا يتحمل المسؤولية".

وأشار إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي لا يمكن تحميلها كل شيء: وقال: "هي أداة مهمة، لكنها لا تستطيع أن تعمل بدون جهد منظم على الأرض، وكل من يعتبرها حلاً سحريًا واهم".

كما أرجع جزءًا كبيرًا من الأزمة إلى الانقسام السياسي الفلسطيني، مبينا أن الانقسام فتّت المؤسسات، وأصبح كل طرف يجذب مناصريه. لا يمكن الحديث عن إدارة أزمة في ظل هذه الحالة.

وشدد حريبات على ضرورة إعادة تفعيل المؤسسات التمثيلية. وقال: "نحن بحاجة إلى انتخابات حرة، ومجالس طلابية حقيقية، ونقابات فاعلة. بدونها لن تكون هناك مساءلة ولا حلول".

وختم قائلًا: "الخلل مركّب: المواطن بحاجة لتثقيف، الصحفي بحاجة لحرية، والحكومة بحاجة لاستراتيجية واضحة، وإلا سنبقى في حلقة مفرغة من الإشاعات والفوضى".

دعوة لحلول شاملة

اتفق الضيفان على أن أزمة الوقود كانت كاشفًا لحالة أعمق من مجرد نقص في الاتصالات أو غياب البيانات؛ أي أنها أزمة في بنية العلاقة بين المواطن والمؤسسات، تتطلب معالجة جذرية تشمل: تفعيل قنوات الاتصال المؤسسي، واستثمار الإعلام المحلي والمنصات الرقمية، وتوحيد الجهود بين القطاعين العام والخاص، وإعادة بناء الثقة الوطنية على أسس تشاركية.

وبرنامج "قضايا في المواطنة" هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة "REFORM" ويبث عبر شبكة راية الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيم المواطنة.

فيما يلي الحلقة كاملة: