خاص | إسرائيل تطرح "الاستسلام السياسي" لإنهاء الحرب.. مناورة جديدة أم نهاية فعلية؟
مع تسارع وتيرة التصريحات السياسية والوساطات الدولية بشأن مقترحات إنهاء العدوان على غزة، تبرز تساؤلات حول حقيقة الموقف الإسرائيلي، ومدى استعداد حكومة نتنياهو للانسحاب ووقف الحرب، مقابل مكاسب إقليمية كبرى.
في هذا السياق، حذّر الدكتور أمجد شهاب، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي، في حديث خاص لـ"رايــة"، من "خديعة سياسية" يُراد فرضها على الفلسطينيين، تقوم على فرض وقائع الاستسلام دون تحقيق الحد الأدنى من الحقوق أو ضمانات المستقبل.
واعتبر الدكتور أمجد شهاب، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي، أن ما يجري من محاولات لإنهاء الحرب لا يعكس تغيرًا حقيقيًا في نوايا الاحتلال، بل محاولة لفرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقال شهاب: "ما يحدث ليس حربًا تقليدية، بل إبادة ومجزرة مستمرة منذ 21 شهرًا، لا أهداف عسكرية تُذكر، بل استهداف مباشر للسكان والبنى التحتية، بتغطية من طائرات هي الأحدث في العالم".
وأضاف: "يحاول الاحتلال اليوم، وبعد فشله عسكريًا، فرض استسلام سياسي بغطاء أمريكي، لتحقيق انتصار سياسي مزيف يُمهد للتطبيع مع دول عربية وإسلامية، ويرفع من شعبية نتنياهو قبيل الانتخابات".
ولفت إلى أن الهدف من هذا المسار السياسي هو تقويض ما تبقى من أوراق المقاومة الفلسطينية، وتحويل الضفة الغربية إلى "هدية" لنتنياهو مقابل ما ارتكبه من مجازر، دون أي مساءلة أو شعور بالذنب من المجتمع الدولي.
وفي معرض تحليله للموافقة الإسرائيلية المتسرعة على المقترح الأمريكي الأخير، قال شهاب: "الاستعجال نابع من خسائر سياسية تفوق المكاسب العسكرية. هناك تيار قوي في الجيش والحكومة الإسرائيلية يرى أن الوقت قد حان لإيجاد مخرج، خصوصًا أن استمرار المجازر يُضر بصورة إسرائيل إقليميًا ويؤخر اندماجها في مشاريع التطبيع".
وأوضح أن إسرائيل تراهن على شيطنة حركة حماس ودفعها إلى القبول بالخروج من المشهد السياسي تمامًا، مدعومة بضغوط أمريكية وسيناريو إعلامي محكم يروج لمنطق "حق الدفاع".
وختم بالقول إن ما يجري حاليًا هو مماطلة منظمة هدفها كسب الوقت، وبقاء نتنياهو في السلطة لأطول فترة ممكنة، ولو على حساب الدم الفلسطيني.
وفي ما يخص المشهد الإسرائيلي الداخلي، قال الدكتور شهاب إن نتنياهو يرى في إنهاء الملف الفلسطيني ورقة نجاة سياسية، وقد يراهن على دعم عربي ودولي لتجاوز محاكماته. لكنه استدرك:
"السيناريو الوحيد الذي قد يُبقي نتنياهو في المشهد هو صفقة مع المدعي العام، لكن هذه الصفقة ستكون على حساب مستقبله السياسي، وهو ما لا يريده لا هو ولا ترامب".
وختم بالقول إن ما يجري حاليًا هو مماطلة منظمة هدفها كسب الوقت، وبقاء نتنياهو في السلطة لأطول فترة ممكنة، ولو على حساب الدم الفلسطيني.