خاص| تفاصيل المقترح الأمريكي المعدّل.. هل اقتربت ساعة وقف الحرب؟

2025-07-03 11:09:28

في ظل التوترات المستمرة في قطاع غزة، وتصاعد الضغوط الإقليمية والدولية، يعود الحديث من جديد عن مقترح أمريكي معدّل يسعى إلى التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد.

المقترح الجديد، الذي تم تضمينه ملاحظات سابقة لحركة حماس، يحمل ثلاث قضايا أساسية: الانسحاب الإسرائيلي، وقف الحرب، وضمانات إنسانية. لكن هل يُحدث هذا الطرح فرقًا حقيقيًا هذه المرة؟

في حديث خاص لـ "رايــة"، كشف الكاتب والمحلل السياسي د. إياد القرا عن فحوى المقترحات المتداولة، والعوامل الجديدة التي دفعت نحو أجواء أكثر "إيجابية" في الموقف الأمريكي والإسرائيلي.

وقال  القرا، إن المقترح المتداول حاليًا بشأن وقف إطلاق النار في غزة يشمل بشكل أساسي ثلاث قضايا محورية، هي:
1. الانسحاب الإسرائيلي الكامل والواضح من القطاع.
2. ضمان عدم العودة للحرب بعد 60 يومًا من وقف إطلاق النار.
3. تفعيل مسار إدخال المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار.

وأوضح القرا أن الورقة الحالية تتضمن تعديلات بناءً على ملاحظات حماس السابقة، لا سيما في ملف الانسحاب الإسرائيلي، الذي طُرح سابقًا بشكل "غامض"، دون تحديد المناطق أو الجدول الزمني.

وأشار إلى أن هذه المرة، هناك تأكيد على أن لجنة فنية ستناقش تفاصيل الانسحاب، فيما تطالب حماس بضمانات حقيقية بعدم تكرار سيناريو 12 مارس الماضي، حينما عادت إسرائيل للحرب بعد اتفاق سابق دون إرسال وفدها إلى مفاوضات القاهرة.

وأضاف: "حماس تصر على أن تكون الولايات المتحدة ضامنًا واضحًا للاتفاق، وليس مجرد مراقب، رغم التجارب السابقة التي لم تُثبت التزامًا أمريكيًا جادًا في هذا الصدد، خاصة في ملفي إيران وغزة."

وبحسب القرا، فإن المقترح يتحدث عمومًا عن إدخال مساعدات إنسانية، لكنه يفتقر لتحديد آلية التنفيذ، ما قد يسمح لإسرائيل بالتحكم في كميات الشاحنات أو استهداف طواقم الإغاثة كما حدث سابقًا، وهو ما ترفضه حماس.

لماذا يختلف الوضع هذه المرة؟

وفي رده على سؤال حول سبب الأجواء الإيجابية الجديدة رغم أن المقترح هو ذاته، قال القرا: "هناك ثلاثة عوامل ضاغطة، أولها التحول الأمريكي الجدي – ولو نسبيًا – في النظر للحرب، حيث ترى واشنطن أن العدوان استُنفد، ولم يعد يحقق مكاسب."

العامل الثاني، بحسب القرا، يتمثل في الضغط الداخلي الإسرائيلي، من عائلات الأسرى والجيش ذاته، الذي يعاني من خسائر بشرية شبه يومية في غزة، إضافة إلى تعقيدات مرتبطة بالتجنيد والاحتياط.

أما العامل الثالث، فهو التقييم الأمريكي بأن هذه الحرب هي "حرب نتنياهو"، ويجب إنهاؤها للحد من تداعياتها القانونية والسياسية عليه، خاصة مع اقتراب محاكمته.

مستقبل حماس بعد الاتفاق

وفي ختام حديثه، قال القرا: "حماس في طريقها للانسحاب الكامل من إدارة قطاع غزة، وهناك خطوات فعلية تعكس هذا التوجه، وهو ما يُمهّد لتشكيل لجنة مدعومة عربيًا ودوليًا لإدارة القطاع، دون مشاركة حماس."

من جهته، تعهد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، بالمضي في مسار الحرب حتى "تحرير الأسرى والقضاء على حماس"، وفق تعبيره.