هناك فرصة للاتفاق... ولكن الحذر واجب

2025-07-03 15:15:20

تلوح في الأفق فرصة للتوصل إلى اتفاق، لأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يرغب في تحقيقه، فهو بحاجة إلى إنجاز سياسي يعزز موقفه الإقليمي، لا سيما من خلال إحراز تقدم في مسار انضمام دول جديدة إلى الاتفاقات الإبراهيمية.

لكن الحذر يبقى ضرورياً، لأن بنيامين نتنياهو مصرّ على تحقيق أهدافه المعلنة رغم تغير في الخطاب وليس في الموقف، وهي: استعادة الرهائن، والقضاء على حركة حماس بالكامل، ونزع سلاح قطاع غزة، مع الإبقاء على السيطرة الأمنية الإسرائيلية عليه، بالإضافة إلى إبقاء خيارَي استئناف الحرب والتهجير قائمَين.

أما حركة حماس، فأعتقد أنها تعرف أن المقترح المطروح سيئ وينطوي على ألغام خطيرة، ويبدو أن الغرض منه دفع الحركة إلى رفضه، حتى تتذرع إسرائيل بذلك لتوسيع الحرب واحتلال ما تبقى من القطاع.

من المهم أن تركز حماس على ضرورة وجود ضمانات حقيقية لوقف الحرب خلال فترة الستين يوماً، وذلك من خلال الإصرار على الإفراج عن الأسرى الأحياء على مراحل. أما "الضمانات" الأميركية لوقف الحرب والانسحاب، فهي أقرب إلى الوهم، ولا يجوز الرهان عليها؛ فحتى لو مُنحت، فإن واشنطن غالباً لا تلتزم بها.

الأولوية الآن هي وقف المجازر الجماعية اليومية، ولو لفترة مؤقتة من ستين يوماً. وبعد ذلك، "يخلق الله ما لا تعلمون"؛ فقد تتولد في هذه الفترة قوة دفع جديدة باتجاه وقف دائم للحرب، لا سيما في ظل استمرار المقاومة في إيقاع الخسائر بصفوف قوات الاحتلال، والتي ستتكبد أثماناً أكبر إذا قررت احتلال ما تبقى من القطاع.