خاص| النصف الأول من 2025 الأخطر على القدس والمسجد الأقصى

2025-07-03 23:04:59

خاص - راية

حذّرت محافظة القدس، اليوم، من تصعيد خطير وممنهج يستهدف المسجد الأقصى المبارك، ويتّخذ طابعًا أكثر عدوانية وتنظيمًا من قبل جماعات "الهيكل" المتطرفة، بدعم مباشر من حكومة الاحتلال وأذرعها الأمنية.

وفي هذا السياق، قال عبد الله الشيخ، رئيس تحرير شبكة العاصمة الإخبارية، في حديث خاص لـ"راية"، إن مجلة العاصمة الشهرية وثّقت أبرز وأخطر الإحصائيات المتعلقة بمدينة القدس والمسجد الأقصى خلال شهر مايو والنصف الأول من عام 2025، وهي أرقام تعبّر عن واقع بالغ الخطورة.

وأكد الشيخ أن النصف الأول من عام 2025 هو "الأصعب على المسجد الأقصى والمدينة المقدسة منذ سنوات"، إذ شهدت تلك الفترة ارتفاعًا غير مسبوق في حجم الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد والمواطنين المقدسيين، مضيفًا: "نستطيع أن نصف هذا العام بأنه ثقيل ومؤلم على القدس والمقدسيين، بسبب تصاعد الانتهاكات ومحاولات تهويد الأقصى على نحو ممنهج".

وفيما يتعلّق بإحصائيات المسجد الأقصى، أوضح الشيخ أن الاحتلال الإسرائيلي استغل العدوان الأخير على إيران، وانشغال العالم به، كذريعة لتصعيد اعتداءاته داخل المسجد الأقصى، بما في ذلك إغلاقه المتكرر ومنع المصلين من الدخول.

وأشار إلى أن أكثر من 33 ألف مستوطن قتحموا المسجد الأقصى منذ بداية العام، مضيفًا: "لم تكن الاقتحامات عادية، بل ترافقت مع طقوس تهويدية خطيرة، أبرزها إدخال القرابين الحيوانية داخل المسجد الأقصى، في سابقة لم تحدث من قبل، بل تكررت مرتين هذا العام".

وتابع: "ذبح القربان في الأقصى يُعد رأس هرم الطقوس التوراتية، وتنفيذه داخل المسجد يعني أن المستوطنين باتوا أقرب إلى استكمال شعائرهم الدينية المزعومة في واحد من أقدس مقدسات المسلمين، وهذا يشير إلى تحوّل بالغ الخطورة في طبيعة الاستهداف".

وأكّد الشيخ أن سلطات الاحتلال تسابق الزمن لفرض واقع جديد في القدس، مستغلةً انشغال الإعلام الدولي والإقليمي بتطورات قطاع غزة، والملف النووي الإيراني، مضيفًا: : "غياب التغطية الإعلامية عن ملف المسجد الأقصى، وفّر بيئة مثالية للاحتلال كي يمرر مخططاته بهدوء".

وأضاف أن وسائل الإعلام تركز على الملفات الساخنة إقليميًا، فيما تُترك القدس وحدها في مواجهة سياسات التهويد، معتبرًا أن التوثيق الشهري في مجلة العاصمة "ضرورة وطنية لإبقاء البوصلة موجهة نحو القدس".

وفي ما يخص بقية الإحصائيات التي رصدتها المجلة، كشف الشيخ أن نحو 30 ألف منزل مقدسي مهدد بالهدم من قِبل سلطات الاحتلال، قائلاً: "هذا الرقم يعكس حجم الخطر الذي يهدد الوجود الفلسطيني في المدينة، ويُظهر أن الاحتلال يسعى لتفريغ القدس من أهلها عبر سياسة الهدم، ومن ثم فرض تفوق ديمغرافي يهودي فيها".

كما نوّه إلى تكرار عمليات الهدم في أحياء قريبة من المسجد الأقصى، مثل سلوان، وحي بطن الهوى، ووادي الربابة، مشيرًا إلى أن الاحتلال يستخدم أدوات الترهيب والترغيب، بما في ذلك الغرامات الباهظة، لإجبار المقدسيين على هدم بيوتهم بأنفسهم.

واختتم الشيخ حديثه بالقول: "ما تشهده القدس منذ بداية عام 2025 هو تهويد شامل ومتكامل، يشمل كل ما هو ديمغرافي، وديني، وثقافي، وسياسي... نُصدر هذه الإحصائيات لنذكّر العالم أن القدس هي بوصلة الصراع، وأن الاحتلال يعمل بصمت لتنفيذ مشروع (القدس الكبرى)، ويجب عدم تركها وحدها في هذه المعركة".