محاذير مناورات الساعات الأخيرة

رأي مسار
ترجيح نجاح الصفقة هذه المرة، كانت له مقدمات موضوعية، من خلال تصميم الرئيس ترمب على إتمامها، وموافقة نتنياهو عليها، وكذلك موافقة حماس مع بعض تعديلات على بنودها.
من المفترض استنتاجاً أن يتولّى الرئيس ترمب الإعلان عن نجاحه في إبرام الصفقة خلال لقاءه مع نتنياهو، ولأن كل أمرٍ يتصل بغزة لا يتم بسلاسةٍ فإن مناورات الساعة الأخيرة ربما تفسد التوقعات المتفائلة.والمشهد في صورته الراهنة يحتمل مفاجأة سلبية.
لقد تركزت الأضواء على حماس بعد أن منحت نفسها بعض الوقت قبل الرد لإظهار أنها غير متهالكة على إتمام الصفقة وأنها على قدرٍ من القوة والقدرة يؤهلها للتعديل على الصفقة، كما لو أنها ستتم بشروطها، وإسرائيل رفضت تعديلات حماس وردّت عليها بالتأكيد على أن المفاوضات التي ستشارك بها ستتم تحت النار، مع تأكيد من جانب نتنياهو لحلفائه بأن أهدافه من الحرب ما تزال قائمةً، وهي اجتثاث حماس من غزة، وتجريد القطاع من السلاح، مع الهدف الدائم منذ بداية الحرب وهو استعادة المحتجزين جميعاً الأحياء والأموات.
احتمالات إتمام الصفقة ما تزال قائمة، دون استبعاد أن تنتج مناورات الساعات الأخيرة مفاجآتٍ ربما تعيد الأمور إلى نقطة الصفر، ورجل المفاجآت عادةً هو نتنياهو، الذي أرضى الرئيس ترمب بموافقته على المقترح الأمريكي القطري، وبوسعه استثمار تعديلات حماس لتحميلها مسؤولية تعطيل الصفقة، وبذلك يحصل على تغطية الرئيس ترمب إذا ما واصل الحرب.
السؤال.. إلى أي مدى يمكن اعتبار تعديلات حماس مجرد مناورةٍ لتحسين الصورة، وليست شرطاً لتمرير الصفقة أو إعاقتها؟
لا نملك إجابةً عن هذا السؤال ولكن الحذر من الساعات الأخيرة لإنضاج الصفقة والشروع في تنفيذها يظل ملازماً لكل حركةٍ تتصل بها، واضعين في الاعتبار دائماً أن نتنياهو لم يوافق على الصفقة إلا لإرضاء الرئيس ترمب، وحين يتوفر له عذرٌ للنكوص عنها فلن يتأخر عن استغلاله.
إن كل يومٍ لا تُبرم فيه الصفقة، ولا يُبدأ في تنفيذها على الأرض سيكون في مصلحة نتنياهو، وائتلافه الذي ما يزال يضع خيار مواصلة الحرب فوق أي خيارٍ آخر.