هل تحولت المساعدات إلى أداة إذلال؟ "أمان" يكشف لراية انتهاكات "غزة الإنسانية"

في ظل تصاعد الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون في قطاع غزة، أصدر الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة – أمان، موقفًا حازمًا من مؤسسة "غزة الإنسانية"، التي أُنشئت بإشراف أمريكي وبتنسيق مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وفي حديث خاص لـ"رايــة"، قال وائل بعلوش، المدير الإقليمي لائتلاف"أمان" في غزة، إن "مؤسسة غزة الإنسانية فُرضت على الإرادة الدولية والفلسطينية، وجاءت كبديل غير مرحّب به للمؤسسات الأممية التقليدية مثل الأونروا وبرنامج الغذاء العالمي"، مضيفًا أنها "لا تلتزم بأي معايير دولية متعارف عليها في العمل الإغاثي، وتفتقر إلى الشفافية والمساءلة والنزاهة".

وأوضح بعلوش أن المؤسسة، وبحسب ما رصده "أمان"، مسؤولة بشكل مباشر عن استشهاد 583 مدنيًا وإصابة أكثر من 4200 آخرين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات من مناطق حددها الاحتلال.

وتحدث بعلوش عن الانتهاكات التي ترصدها فرق "أمان"، قائلًا: "عملية الوصول إلى أماكن المساعدات شاقة ومهينة، وهناك تعمّد واضح لإذلال المدنيين أثناء تلقيهم المساعدات، حيث لا وجود لقوائم واضحة، ويجري توزيع المساعدات بشكل عشوائي ومهين، في ساحات مفتوحة، دون أي معايير أو حماية لكرامة الإنسان".

وأضاف: "ما نشاهده هو أشبه بحالة من التدافع الوحشي، أشبه بساحة حرب من أجل كيس طحين أو علبة طعام، وهذا انتهاك لكل المعايير الأخلاقية والإنسانية".

أمان، إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني، طالب بوقف عمل المؤسسة فورًا وإعادة تقديم المساعدات عبر المؤسسات الأممية، وفتح تحقيق دولي مستقل وشفاف في جميع الحوادث التي وقعت أثناء عمليات التوزيع.

كما شدد بعلوش على ضرورة ضمان حماية المدنيين خلال عمليات توزيع المساعدات، وعدم تدخل أي جهات عسكرية أو أمنية، إضافة إلى وقف استهداف المؤسسات الدولية وفرق الإغاثة، ومحاسبة كل من تورط في انتهاكات بحق المدنيين.

وفيما يتعلق بالتواصل مع المجتمع الدولي، قال بعلوش لراية: "سنبدأ خلال الأيام المقبلة اتصالات مع منظمات دولية معنية بالنزاهة ومكافحة الفساد، للضغط على الاحتلال ووقف انتهاكاته، وللمطالبة بعودة الدور الطبيعي للمؤسسات الأممية".

وأضاف أن مؤسسات المجتمع المدني تحركت بالفعل منذ أشهر في إطار حملة ضغط ومناصرة، وتسعى لإعادة الأمور إلى نصابها، ولمنع تكرار سيناريوهات الذل والانتهاك التي تشهدها غزة اليوم.