خاص| "إمارة الخليل".. استنكار واسع وتحذيرات من مخططات إسرائيلية لتفتيت النسيج الوطني

2025-07-07 13:45:06

أثار تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية جدلًا واسعًا، بعد كشفه عن مقترح قدمه أحد أفراد عائلة الجعبري يقضي بإقامة "إمارة عشائرية" في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، تعترف بإسرائيل كدولة يهودية وتنضم إلى اتفاقيات التطبيع.

وقد قوبل هذا المقترح برفض واسع من العشائر الفلسطينية، التي أكدت التزامها بالثوابت الوطنية، فيما أكدت عائلة الجعبري براءتها من صاحب المبادرة واعتبرته "فردًا غير معروف وغير مقيم في الخليل".

وفي حديث خاص لـ"رايــة"، حذر الباحث السياسي مازن الجعبري من خطورة هذه المبادرة، مشيرًا إلى أنها تأتي في سياق إسرائيلي متعمد يهدف إلى خلق كيانات بديلة تخدم مصالح الاحتلال.

وقال الجعبري، إن ما جرى "حدث خطير جدًا"، رغم أن من تقدموا بالمبادرة لا يمثلون العشائر الفلسطينية، وعائلة الجعبري أوضحت موقفها الرافض ببيان رسمي.

وأضاف الجعبري:"خطورة الموضوع تكمن في التوقيت، حيث تسعى إسرائيل لفرض مشروع إبادة وتهجير بحق الشعب الفلسطيني، وفي الوقت ذاته تُجرى لقاءات بين أفراد فلسطينيين ومسؤولين إسرائيليين، من بينهم وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات ورؤساء مستوطنات في الضفة".

وأوضح أن المبادرة التي كشفتها الصحيفة الأمريكية تضمنت بنودًا خطيرة كـ"الاعتراف بيهودية الدولة، ومحاربة ما يُسمى بالإرهاب"، مؤكدًا:"نحن أمام نموذج تعمل عليه إسرائيل في الضفة كما في غزة؛ ميليشيات مسلحة متعاونة مع الاحتلال لمحاربة المقاومة والسكان".

وأشار إلى أن الإعلام الإسرائيلي ضخّم هذه المبادرة، زاعمًا أنها تلقى دعمًا عشائريًا، رغم أن العائلات الفلسطينية سارعت لنفي ذلك.
وقال الجعبري: "القنوات الإسرائيلية حاولت تسويق المبادرة وكأن هناك زعماء عشائر يتفاوضون مع الحكومة الإسرائيلية، وهذا كذب صريح".

ولفت الجعبري إلى أن اللقاءات مع الاحتلال بدأت منذ شباط/ فبراير الماضي، ما يشير إلى أن عدد المتورطين في هذه المحادثات ربما يكون أكبر مما أُعلن عنه حتى الآن.

وشدد الجعبري على أن: "إسرائيل لا تسعى لإقامة كيان فلسطيني مستقل، بل تريد خلق كيانات عميلة تحت غطاء عشائري كما جربت في الثمانينات عبر روابط القرى".

وفي تعليقه على ردة الفعل الشعبية، قال الجعبري إن ردة فعل العشائر والشخصيات الوطنية كانت "في مكانها الصحيح": "ما جرى من استنكار رسمي وشعبي هو دليل على تمسك الناس بوحدتهم ورفضهم لأي مشروع مشبوه يهدف لضرب نسيجهم الاجتماعي والسياسي".

وأشار إلى أن مدينة الخليل تعاني من واقع سياسي وجغرافي معقد نتيجة تقسيمها بين سيطرة السلطة والاحتلال وفق اتفاق أوسلو، ما يخلق بيئة رخوة تستغلها إسرائيل في محاولات اختراق المجتمع.

واختتم الجعبري حديثه مؤكدًا: "ما قامت به عائلة الجعبري من توضيح موقفها ورفضها الصريح لهذه المبادرة هو موقف وطني يُحتذى به، ويُفشل محاولات الاحتلال المتكررة في العبث بالهوية الوطنية".