خاص | مهندس سلامة يضع خارطة طريق لـ"صيف آمن" للأطفال واليافعين

2025-07-08 14:02:54

مع دخول فصل الصيف وازدياد عدد المخيمات الصيفية التي تستقطب آلاف الأطفال واليافعين من مختلف الأعمار، تتزايد الحاجة لضمان بيئة آمنة وصحية لهؤلاء المشاركين.

في لقاء خاص عبر شبكة رايـــة الإعلامية، قدّم المهندس نافذ شعراوي الخبير والمستشار في شؤون السلامة والصحة المهنية والمحاضر في جامعة بولتيكنيك فلسطين، جملة من التوصيات الجوهرية التي تشكّل دليلاً عملياً لحماية أبنائنا في هذه الأنشطة.

وقال شعراوي إن المخيمات الصيفية تستهدف فئات عمرية تبدأ من 4 سنوات حتى 15 عاماً، وهي فئات لا تدرك بطبيعتها خطورة بعض الممارسات، مما يحمّل القائمين على هذه المخيمات مسؤولية مضاعفة.

وتابع: "الأطفال لا يدركون المخاطر المحيطة بهم، ما يجعل مهمة السلامة مسؤولية القائمين على المخيم أولاً وأخيراً."

المكان أولاً: تظليل، ألعاب آمنة، وبُعد عن المخاطر

ونصح شعراوي الأهالي بضرورة التدقيق في مكان المخيم الصيفي قبل تسجيل أطفالهم، مشيراً إلى عدة شروط يجب أن تتوفر:

- أن يكون المكان مظللًا لتفادي التعرض المباشر للشمس.

- وجود نظام واضح للسلامة العامة ومخرج طوارئ.

- أن تكون الألعاب مناسبة لعمر الأطفال وخاضعة للرقابة.

- ضرورة توفر بنية تحتية سليمة تشمل المياه، دورات مياه، وأماكن استراحة.

- المكان يجب أن يكون مطابقاً لمتطلبات الدفاع المدني، ويخضع لرقابة الجهات المختصة.

المشرفون: العمود الفقري للمخيمات

وأكد الخبير في مجال السلامة والصحة المهنية، أن واحدة من أخطر ثغرات السلامة في المخيمات هي ضعف تأهيل المشرفين، لافتاً إلى أن العديد منهم من المتطوعين أو من فئة الشباب غير المؤهلين للتعامل مع الأطفال.

لذلك شدد شعراوي على ضرورة تدريب المشرفين على الإسعافات الأولية ورفع وعيهم بكيفية التعامل مع الأطفال بمختلف الأعمار، ومراقبة الأطفال أثناء التنقل، اللعب، أو السباحة، وضمان توفر مشرف لكل عدد مناسب من الأطفال، خاصة الفئات الأصغر.

وقال: "كل مشرف يجب أن يكون مؤهلاً، ويعرف كيف يتدخل في حال حصول إصابة أو طارئ صحي."

الحرارة العالية والأنشطة الخارجية

وتطرق المهندس شعراوي إلى موضوع الطقس الحار وخطورته على الأطفال، محذّراً من ترك الأطفال تحت أشعة الشمس لفترات طويلة، أو السماح لهم باللعب في أماكن غير مظللة، دون توفير الماء والراحة.

ونبّه إلى أهمية توفير مياه الشرب بشكل دائم، وارتداء ملابس خفيفة مناسبة، وتقديم الإرشادات الصحية يومياً للأطفال، ومراقبة الأطفال عن قرب في الرحلات والمسابح.

وأوصى شعراوي بتصميم الفعاليات الترفيهية والتعليمية وفقاً للفئات العمرية للمشاركين، بحيث تتناسب الأنشطة والألعاب مع قدراتهم العقلية والبدنية، مضيفا: "لا يجوز السماح لطفل عمره أربع سنوات باستخدام ألعاب دوّارة أو خطرة مخصصة للأكبر سناً… الرقابة هنا أساسية."

النقل.. أول تحديات السلامة

ولم يغفل الخبير عن الإشارة إلى أن وسائل النقل المستخدمة لنقل الأطفال إلى المخيمات أو في الرحلات يجب أن تكون مرخصة، آمنة، ومزوّدة بمرافق للسلامة مثل حزام الأمان والمشرف المرافق.

واستشهد شعراوي بحوادث مؤلمة وقعت في مخيمات سابقة نتيجة الإهمال في المراقبة أو السماح للأطفال بالتصرف بحرية دون متابعة، مؤكدًا أن السلامة تبدأ من التحضير والتخطيط السليمين.

وأعرب عن أمله في أن تعود المخيمات الصيفية إلى طبيعتها بعد الحرب، بحيث تشمل أنشطة وطنية وتربوية وترفيهية، وتُمارس في أماكن واسعة وآمنة "نريد للمخيمات أن تستعيد دورها كمصدر للفرح والمعرفة، لا مكاناً للقلق والخطر."

التوصيات الرئيسية لحماية الأطفال في المخيمات الصيفية:

- اختيار مكان آمن ومظلل ومدروس البنية.

- تأهيل المشرفين وتدريبهم على الإسعاف والتعامل مع الأطفال.

- توفير عدد كافٍ من المشرفين حسب عدد الأطفال.

- توزيع الأنشطة حسب الأعمار وعدم ترك الأطفال دون رقابة.

- تأمين وسائل النقل والرحلات.

- تشديد الرقابة على المسابح والألعاب.

- توفير مياه، راحة، وبيئة صحية للأطفال طوال الوقت.