خاص| "غزة تعيش الأيام الأسوأ".. تحذيرات من تفشّي الأوبئة والمجاعة ونقص المياه والوقود

وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتصاعد معاناة السكان نتيجة القصف والتجويع والتعطيش، حذّر مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، علاء السكافي، في حديث خاص لـ"رايــة"، من كارثة إنسانية متصاعدة قد تصل إلى إعلان أوبئة رسمية، في ظل الاكتظاظ ونقص المياه ومقومات النظافة، والانهيار المتسارع للقطاع الصحي.
وقال السكافي إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل قصف منازل المدنيين ومراكز النزوح التي يُفترض أنها "آمنة"، مشيرًا إلى أنّ كافة التحذيرات والبيانات الدولية جاءت متأخرة، بينما غزة تعاني الكارثة منذ شهور.
وأوضح أن قطاع غزة وصل إلى المرحلة الخامسة من المجاعة، مع انعدام الأمن الغذائي لما يزيد عن 95% من السكان، في حين يعاني أكثر من 650 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية.
وأضاف: "الاحتلال يمارس سياسة التعطيش أيضًا، عبر تدمير البنية التحتية للمياه. 65% من السكان لا يحصلون على مياه نظيفة للشرب أو الطهو، ولا يُسمح بإدخال الوقود أو مواد التحلية منذ أكثر من 104 أيام".
وأشار إلى أنّ النقص في الوقود أدى إلى تعطل معظم آبار المياه ومحطات التحلية، وهو ما يضطر الأهالي لاستخدام مياه غير نظيفة، ويهدد بتفشي الأمراض.
وحول الوضع الصحي، قال السكافي إن المشافي الكبرى مثل الشفاء والأقصى وناصر تعمل بطاقة محدودة جدًا، حيث تُركّز على الحضانات والعناية المركزة فقط، في ظل نقص الوقود الحاد. وأكد أن بعض الأقسام كغسيل الكلى والطوارئ تُغلق بشكل متكرر، بسبب انعدام الوقود.
وتابع: "الناس في غزة تتضور جوعًا، والطحين والدقيق مفقودان من الأسواق. كل ما يُشاع عن فتح معابر أو دخول مساعدات لا ينعكس على أرض الواقع، فلا يوجد أي تحسن في توفّر الغذاء".
وتحدث عن الكثافة السكانية المفرطة بعد تهجير السكان إلى مناطق لا تتجاوز 30% من مساحة القطاع، محذرًا من أن هذا الاكتظاظ، بالتزامن مع غياب النظافة وفقدان مستلزماتها، ينذر بتفشّي أوبئة وأمراض، خاصة بين الأطفال.
وأوضح أن وزارة الصحة قد تُعلن قريبًا اعتبار مرض السحايا وباءً في القطاع، إضافة إلى تفشي النزلات المعوية والإنفلونزا، مع انعدام الحفاضات والمعقمات ومواد التنظيف.
أما على صعيد القطاع الصحي، فقال السكافي إن "المأساة كاملة": أجساد الشهداء في ممرات المستشفيات، تفاضل بين الجرحى، نقص كامل في الأدوية والمستلزمات، واستهداف مباشر للطواقم الطبية.
وأضاف: "الأسوأ نعيشه الآن، المجاعة والتعطيش والأوبئة تنهش السكان، ولا أثر للمساعدات الموعودة، فكل ما نسمعه مجرد أخبار لا تنعكس على الأرض".