خاص| "أرقام فلكية" في سوء التغذية: 110 إصابات يوميًا في غزة وسط تحذيرات من كارثة صحية

2025-07-14 09:03:59

في ظل الحصار المتواصل على قطاع غزة ومنع دخول الغذاء والدواء، تتفاقم الأزمة الصحية بشكل غير مسبوق، وسط تحذيرات أممية وطبية من انهيار الوضع الإنساني بالكامل، خاصة في ظل تسجيل وفيات وإصابات يومية نتيجة سوء التغذية، ومعاناة المؤسسات الصحية من نقص حاد في المستلزمات والمكملات الغذائية والأدوية الأساسية.

قال الدكتور فادي المدهون، مسؤول الأنشطة الطبية في منظمة "أطباء بلا حدود" في شمال غزة، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن الوضع في القطاع "صعب جدًا وكارثي وخطير"، واصفًا أرقام سوء التغذية بأنها "فلكية وغير مسبوقة".

وأضاف: "تقرير اليونيسف يرصد أكثر من 5000 إصابة بسوء التغذية، من بينهم 1000 حالة تعاني من سوء تغذية حاد ووخيم، فضلًا عن تسجيل أكثر من 77 حالة وفاة في الفترة السابقة بسبب سوء التغذية، ونحن نسجل يوميًا أكثر من 110 حالات جديدة".

وأشار المدهون إلى أن الأزمة تعود في جوهرها إلى الإغلاق الكامل للمعابر ومنع إدخال الغذاء، موضحًا: "ما يوجد في الأسواق مجرد بقايا دقيق، وأسعار المواد مرتفعة ويصعب على المواطن شراؤها، والمساعدات التي دخلت لا تكفي لسد رمق الجوعى".

وتابع: "شاهدنا أطفالًا وكبار سن يعانون من نقص المناعة، وهناك تأخر في شفاء المصابين بسبب نقص التغذية، وحتى الحوامل اللواتي يراجعن العيادات يظهر لديهن أمراض مصاحبة لسوء التغذية تؤدي إلى الإجهاض، كما وُلدت أجنة بتشوهات خلقية".

وأكد المدهون أن فتح المعابر بشكل فوري وكامل وإدخال كميات ضخمة من الأغذية والمكملات الطبية يمكن أن يوقف ظهور حالات جديدة خلال أسبوع واحد، على أن يتم علاج المسجلين حاليًا خلال 20 يومًا إذا توفرت الكميات اللازمة.

وفيما يتعلق بنوعية المواد المطلوبة، أوضح: "هؤلاء المرضى يُعالجون بمكملات غذائية معروفة لجميع الجهات، ولكن لا يمكن إدخالها إلا عبر الجانب الإسرائيلي. حاليًا لا تتوفر هذه المكملات في غزة، ونطالب بإدخال كميات كبيرة منها بشكل عاجل".

أما عن البنية التحتية الصحية، فقد أشار إلى كارثة إضافية، قائلاً: "الوضع الطبي لا يقل خطورة. مستشفياتنا أُغلقت أو أخليت لعدم وجود مكان آمن، والعديد من الأنشطة والخدمات الطبية متوقفة. لا يوجد مستشفى عامل في شمال غزة، ومدينة غزة لا تضم سوى 6 غرف عمليات من أصل 25".

واختتم الدكتور فادي المدهون حديثه بالتأكيد على أن الحل الوحيد هو وقف إطلاق النار وفتح المعابر على الفور، مع ضرورة إدخال كوادر طبية ووفود خارجية لدعم القطاع الصحي الذي يواجه حالة انهيار شاملة.