حزبان إسرائيليان ينسحبان من حكومة نتنياهو

أعلنت كتلة "يهدوت هتوراه" بجناحيها – "ديغيل هتوراه" و"أغودات يسرائيل" – مساء الإثنين، انسحابها من الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، احتجاجًا على الصيغة المقترحة لقانون إعفاء الحريديين من الخدمة العسكرية التي تم عرضها على أعضاء الكنيست الحريديين.
أعلن حزب "ديغيل هتوراه"، مساء الإثنين، انسحابه من الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، في ظل الخلاف المتصاعد حول قانون إعفاء الحريديين من الخدمة العسكرية واحتجاجًا على صيغة القانون التي تم عرضها على الأحزاب الحريدية.
بدوره، أعلن حزب "أغودات يسرائيل"، في بيان صدر عن الوزير مئير بروش أن "نظرا لعرض مسودة اقتراح القانون، وهي مسودة لا تلبي متطلبات وموقف كبار الحاخامات، فقد وجّه أعضاء مجلس كبار الحاخامات ممثلي الحزب بالاستقالة من مناصبهم الائتلافية".
وأفادت تقارير إسرائيلية بأن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، سيحاول جاهدا خلال الساعات الـ48 المقبلة، قبل دخول الاستقالات وطلب الانسحاب من الحكومة حيّز التنفيذ، إقناع الكتل الحريدية بالقبول بتسوية بشأن قانون التجنيد.
وبانسحاب حزب "ديغيل هتوراه" و"أغودات يسرائيل" من الائتلاف الحكومي، فقد ائتلاف نتنياهو الأغلبية في الكنيست وبات يحظى بـ60 مقعدا من أصل 120، وسط توقعات بأن تقدم حركة "شاس" على خطوة مماثلة في حال لم يتم التوصل إلى تسوية.
وامتنع ممثلو "ديغيل هتوراه" عن التهديد بالتصويت لصالح حلّ الكنيست أو إسقاط الحكومة، ما يفتح الباب أمام مفاوضات جديدة مع نتنياهو تحت الضغط، للحصول على استجابة لمطالبهم بشأن الإعفاء من الخدمة العسكرية.
وعرض رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، يولي إدلشتاين، في وقت متأخر من مساء الإثنين، مقترحا لقانون التجنيد على الحريديين، رفضه حزب "ديغيل هتوراه"، وقال إنه يتعارض مع ما تم الاتفاق عليه عشية الحرب على إيران.
وجاء في بيان صدر عن "ديغيل هتوراه" أن "نص القانون الذي عُرض الليلة يتعارض مع ما تم الاتفاق عليه، وما التزمت به كل من الليكود والائتلاف"، مشيرًا إلى أن القرار اتُخذ بعد مشاورات أجراها الحاخام دوف لاندو مع أعضاء الكتلة.
وبحسب التقارير، قال إدلشتاين لأعضاء الكتل الحريدية، إن "الاتفاق الذي تم بيننا لم يكن على صيغة قانون، بل فقط على عدم تفكيك الحكومة عشية الهجوم"، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية إيران.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن إدلشتاين لا يعتزم تعديل صيغة قانون التجنيد التي عُرضت مساء الإثنين، والتي تشمل، من بين بنودها، إلزام طلاب المعاهد الدينية بالتعريف عن أنفسهم بواسطة بصمة الإصبع، لتميزهم عن سائر الشبان الحريديين.
وفي بيان سابق، أعلن "ديغيل هتوراه"، الجناح الليتواني في كتلة "يهدوت هتوراه"، أن قراره جاء احتجاجًا على ما وصفته بـ"نكث الحكومة بالتزاماتها" تجاه طلاب المعاهد التوراتية، في خطوة وُصفت بـ"الدراماتيكية".
وجاء في بيان الحزب أن القرار يستند إلى تعليمات الحاخام دوف لاندو، الذي شدد في رسالة وجهها إلى أعضاء الكنيست التابعين له على أن رأيه "هو إنهاء المشاركة في الحكومة والائتلاف فورًا".
واتهم الحاجام لاندو "سلطات الدولة" بأنها "تُظهر نية متزايدة للتضييق على حياة طلاب التوراة، ولا تفي مرارًا وتكرارًا بالتزاماتها" المتعلقة بسن قانون إعفاء الحريديين من الخدمة في الجيش الإسرائيلي.
وقال الحزب في بيانه إنه "بناءً على توجيه المرجع الديني الأعلى، سينسحب أعضاء الكنيست من ديغيل هتوراه الحكومة والائتلاف اليوم"، علما بأن رسالة لاندو صدرت "بعد أن تبيّن أن الليكود لا ينوي تمرير قانون التجنيد كما تم الاتفاق مع الأحزاب الحريدية".
وقال لاندو في رسالته "في ظل تكرار التنصّل من الالتزامات بتسوية الوضع، وهم تاج الخليقة وسرّ وجودها – فإن رأيي هو إنهاء المشاركة مع الحكومة والائتلاف فورًا، بما يشمل الانسحاب من جميع المناصب المرتبطة بذلك، وليُنقذنا الرب سريعًا".
ووقّع الحاخام لاندو الرسالة بتاريخ مساء الأربعاء، كما انضم إليها في صباح اليوم التالي الحاخام موشيه هيلل هيرش بتوقيعه، بناء على طلب الحاخام لاندو.
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن إدلشتاين، يميل إلى عدم تقديم مسودة القانون خلال اليوم، رغم الضغوط المباشرة التي يمارسها عليه نتنياهو؛ وفي وقت لاحق طرح إدلشتاين مسودة القانون على الحريديين الذين رفضوها.
ووفق التقديرات، فإن نتنياهو قد يُقدم على إقالة إدلشتاين من رئاسة اللجنة. وفي موازاة ذلك، بثّ حزب "يهدوت هتوراه" رسائل متشائمة مفادها أنه "لا يوجد أي اختراق في المفاوضات"، مشددا على أن "الاتجاه العام هو نحو الاستقالة".
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية رسائل مشابهة عن أوساط في حركة "شاس". من جانبه، قال مصدر في الأوساط الحريدية إن "إدلشتاين يضلل الجميع، بما في ذلك نتنياهو في الساعات الأخيرة"، في إشارة إلى الغموض الذي يحيط بموقفه النهائي من تمرير القانون.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين سياسيين رفيعي المستوى أن "صيغة لمقترح قانون التجنيد ستُعرض اليوم"، رغم التقديرات السابقة التي رجّحت عدم عرض مشروع القانون اليوم، بعد أن عبّر إدلشتاين عن تردده في هذا الشأن.
وبحسب ما أوردته هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11")، فقد أبلغ إدلشتاين شركاءه في الائتلاف بنيته تقديم الصيغة التي أعدها خلال اليوم، في محاولة لدفع الملف قدمًا وسط تصاعد التوترات داخل الحكومة. ورجّحت القناة أن تبدي الأحزاب الحريدية، وفي مقدمتها "ديغيل هتوراه"، تحفظات على الصيغة المقترحة