منحة الأسبوع من ترمب لنتنياهو

ذهب إلى واشنطن للاحتفال بإنجازين لم يتحققا..
الأول.. الحرب على إيران التي توقفت بعد اثني عشر يوماً دون تحقيق نتائج مقنعة.
والثاني.. تحقيق وعود ترامب بإبرام صفقة مع حماس، وقد بدت الوعود كالسراب بعد أن ظنّها المراقبون ماءً.
الحديث يجري عن أسبوع قدّمه ترمب لنتنياهو كمنحةٍ يواصل بها الحرب لعله يحسمها، فإذا بالأسبوع ينقضي والحرب مشتعلة والصفقة لم تنجز..
والسؤال.. ما الذي يمكن أن يتحقق في أسبوع بعد أن لم يتحقق في واحدٍ وعشرين شهراً؟
وهل الأسبوع سيوفر لنتنياهو نصراً مطلقاً وهو المرشح للتنازلات، إذا ما أصرّ معلمه الأكبر على إتمام الصفقة؟
جنرالات إسرائيل من هم في الخدمة أو من هم خارجها يجمعون على أن شراء نتنياهو للوقت لعله يخرج من أزماته الشخصية بتمديده للحرب، وبوضع العصي في دواليب الصفقة، فقد حققت نتائج عكسيةً تماماً، فخسائر الجيش داخل غزة تتزايد كل يوم، والوضع المعنوي لأفراده وضباطه يتردى بفعل الإرهاق، واستثناء الحريديم من الخدمة، بما يشعر المحاربين بأنهم وحدهم في الميدان، وفوق هذا كله لا يرى جنرالات إسرائيل الحاليون والمتقاعدون مبرراً لمواصلة الحرب، مع القول الصريح لكثيرين منهم إن عربات جدعون فشلت والمدينة الجنونية المسماة بالإنسانية مجرد نزوة لوزير الدفاع الإمعة.. لا فائدة منها مع أنها لو نفذت فسوف تقتطع من ميزانية وزارة الدفاع عشرات المليارات من الشواقل في الوقت الذي تحتاج فيه الوزارة ضعف هذا المبلغ للوفاء بالتزاماتها في الحرب.
والسؤال الآخر.. ألم ينتبه ترمب إلى أن نتنياهو اعتصره أكثر من اللزوم.. وأنه جوّف وعوده ومصداقيته منذ دخل البيت الأبيض حتى الآن؟
انقضى أسبوع المنحة، وقد يتجدد.. ولكن في الواقع إنه مجرد أسبوع لا يملك فيه نتنياهو سوى القتل وتواصل الغرق في أزماته، ولا يملك منه ترمب سوى نزف الصدقية ومراكمة الفشل.