"أمان" يطالب "الصحة العالمية" بالشفافية في آلية الإجلاء الطبي من غزة
في ظل تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية في قطاع غزة، وجّه ائتلاف "أمان" رسالة رسمية إلى منظمة الصحة العالمية طالب فيها بتوضيح آلية الإجلاء الطبي للمرضى والجرحى من القطاع، وضمان الشفافية والمساءلة في تنفيذ هذه العملية الإنسانية.
وأكد وائل بعلوشة، المدير المكتب الإقليمي لاتئلاف "أمان" في غزة، أن الآلية الحالية التي تتبعها منظمة الصحة العالمية لإجلاء المرضى غير واضحة، ما يثير حالة من الغموض والشكوك لدى المواطنين، خاصة أولئك الذين تم استثناؤهم من قوائم الإجلاء رغم حاجتهم الماسة للعلاج خارج القطاع.
وأوضح بعلوشة في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية أن ما يزيد على 15 ألف مريض وجريح في غزة يحتاجون إلى إجلاء طبي فوري، منهم مرضى سرطان وكلى ومصابين جراء العدوان، بينما تشير الإحصاءات إلى وفاة أكثر من 472 مريضًا منذ بدء الحرب بسبب ضعف أو انعدام الرعاية الصحية.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن انهيار النظام الصحي في غزة، عبر استهداف المستشفيات والمراكز الطبية بشكل مباشر، وحرمان المرضى من الوصول إلى العلاج، إضافة إلى وضع عراقيل ممنهجة أمام عمليات الإجلاء، كمنع سفر المرضى والسماح لمرافقيهم فقط، ورفض حالات حرجة بينها أطفال.
وطالب "أمان" في رسالته بعدة إجراءات عاجلة، أبرزها:
- توضيح المعايير المعتمدة لاختيار المرضى المرشحين للإجلاء.
- نشر هذه المعايير للعموم لضمان العدالة والوضوح.
- توفير آلية شكاوى فعالة تمكّن المرضى من الاعتراض أو الاستفسار حول حالات الرفض.
- التحقيق في مزاعم وجود تجاوزات أو محسوبيات في قوائم الإجلاء.
- كشف طبيعة التنسيق بين منظمة الصحة العالمية وسلطات الاحتلال، ومدى تأثيره على استقلال القرار الإنساني.
وأكد بعلوشة أن الهدف من الرسالة هو تعزيز مبدأ الشفافية، وتحقيق العدالة في توزيع الفرص العلاجية، مطالبًا منظمة الصحة العالمية بالتجاوب مع مطالب المواطنين، ونشر تقارير دورية توضح الإنجازات والتحديات.
كما دعا إلى تفعيل قنوات تواصل مفتوحة وسهلة بين المنظمة والمرضى وذويهم، وتوفير معلومات دقيقة حول فرص العلاج، باعتبار ذلك حقًا إنسانيًا لا يجوز التلاعب به أو إخضاعه للضبابية والتسييس.
يُذكر أن هذه الرسالة جاءت في وقت يشهد فيه قطاع غزة انهيارًا شاملاً في الخدمات الصحية، واستمرارًا في إغلاق معبر رفح، ما يحرم آلاف المرضى من حقهم في الحياة، في ظل صمت دولي وتواطؤ واضح من قبل الاحتلال.