خذوا احتلالكم واجرامكم وانصرفوا واتركوا حمير غزة

ان من قتل ما يقارب مئة ألف فلسطيني جلهم من النساء والأطفال ومن جرح عشرات الآلاف من الغزيين، ومن دمر قطاع غزة بما في ذلك تحويله الى مكان غير قابل للحياة الحيوانية والبشرية لا يمكن ان يكون رئيف باي كائن، لقد كان نصيب الفرد بغض النظر ان كان انسان ام حيوان من القنابل والمتفجرات ما يزيد على 200 كغم، ورغم كل التقدير للمؤسسات الدولية التي تٌعنى بالرفق بالحيوان الا ان السيدة شارون لا يمكن ان تقنع أحد انها ترأف بحمير غزة خاصة وأن مئة ألف شهيد وضعفهم من الجرحى لم يحرك ضميرها ان كان لديها بقية من ضمير.
والحقيقة انها تتستر خلف نصوص تلموديه مزورة لم يستطع احد اثبات صحتها رغم مرور قرون على كتابتها فوفقا للنصوص التلمودية والكتابات الدينية اليهودية فان التلمود يعتبر الامميين (الغويم) بمثابة حيوانات بشريه او كائنات أدنى مرتبة من اليهود، فالتلمود يرى في غير اليهود حيوانات في صورة انسان، ويوصفون بالحمير والكلاب والخنازير، وقد ورد في أحد النصوص ان الاغيار خلقوا من نطفة حصان، وفي نص اخر ورد ان الفرق بين درجة الانسان والحيوان هو بقد الفرق الموجود بين اليهود وباقي الشعوب، ففي مقولة للحاخام إسحاق بن يهوذا اباربانيل ان الشعب المختار فقط هو من يستحق الحياة الابدية اما باقي الشعوب فمثلهم مثل الحمير.
اما في الممارسات العملية فانه من المحظور على اليهود اطعام الاغيار اثناء الأعياد لكنه مسموح اطعام الكلاب والحمير لأنها أفضل من الاغيار، كما ان التلمود يعتبر بيوت غير اليهود زرائب للحيوانات ولا صلة بينهم وبين اليهود، ووفقا للحاخام إسحاق بن يهوذا اباربانيل فان المرأة غير اليهودية هي من الحيوانات ويعامل الزاني بغير يهودية كمن يمارس الفاحشة مع الدواب، ويرى ذات الحاخام ان موت مسيحي يخدم يهودي لا يعتبر فقدانا لإنسان بل فقدان لحيوان مسخر.
في مواضع أخرى من التلمود ابيح قتل الاغيار في حالات عديدة منها حالة الحرب وذلك لأنهم حيوانات بشرية، ومن هنا يمكن فهم تصريح وزير الحرب الصهيوني يوءاف غالانت في العاشر من أكتوبر 2023 حين صرح بان سكان غزة حيوانات بشرية ولذلك فرضنا عليهم حصارا، لن يحصلوا على الماء ولا الغذاء ولا الدواء ولا الكهرباء ولا الوقود.
كما ورد في التلمود ان سفك دم الغويم يعتبر قربانا يقدمه اليهودي الى الله، اما ان ضرب يهودي ليهودي اخر فحسب الحاخام اباربانيل كأنما ضرب الله نفسه لان اليهود جزء من الله، وفي مواضع أخرى قال ذات الحاخام إسحاق بن يهوذا اباربانيل ان الله خلق الاغيار على هيئة انسان ليكونوا لائقين لخدمة اليهود.
اما الحيوانات الحقيقية فلها مرتبة أفضل من الاغيار وهذا يبرر ما قام به مؤخرا الجيش الإسرائيلي من نقل حمير غزة الى مزرعة داخل إسرائيل تديرها جمعية تدعى لنبدأ من جديد تشرف عليها ناشطة تدعى شارون كوهين وتقع المزرعة في موشاف حروت جنوب تل ابيب، وقد جمع الجيش عشرات الحمير من عدة مناطق في غزة بحجة ان هذه الحمير تعاني من امراض واهمال (الهدف الحقيقي حرمان الفلسطينيين من الحمير كوسيلة نقل في غياب كل وسائل النقل الأخرى).
لقد اشارت شارون كوهين مديرة الجمعية إن الحمير كانت تعاني “وضعاً نفسياً وجسدياً صعباً”، مضيفة أنها كانت تُستخدم في “أعمال شاقة تشبه العبودية في غزة”، كحمل الرمل والبلوك، وفي أعقاب الحرب باتت تُستخدم لنقل الأثاث والمدنيين وأوضحت: “لن نسمح بإعادة الحمير إلى قطاع غزة، ونسعى لإخراج ما تبقى منها هناك حتى لا تُستغل في عمليات إعادة الإعمار.
في خطوة لاحقة نقلت الجمعية الدفعة الأولى من حمير قطاع غزة وعددها 58 الى بلجيكا بالتعاون مع منظمة شبكة من اجل الحيوانات (network for animals) كما اُرسل عدد اخر منها الى فرنسا حيث تم استقبالها في محمية تدعى (la taniere zoo refuge) على اعتبار انها ناجية من الجحيم، وحسب المحللين فان شارون كوهين تمثل واجهة لمشروع يثير جدلا أخلاقيا وقانونيا حيث ينظر الى العملية على انها تجريد للفلسطينيين من مواردهم الحيوية تحت غطاء القيم الإنسانية التي تنادي بالرفق بالحيوانات.
على السيدة شارون كوهين وجيس الاحتلال ان يرحلوا هم وان يعودوا من حيث أتوا اما حميرنا فنحن أولى بها من أي أحد، وكما قال شاعرنا الكبير محمود درويش أيها المارون بين الكلمات العابرة، احملوا أسماءكم وانصرفوا، واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، وانصرفوا، وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة، وخذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا انكم لن تعرفوا كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء،
أيها المارون بين الكلمات العابرة، منكم السيف - ومنا دمنا، منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا، منكم دبابة أخرى- ومنا حجر، منكم قنبلة الغاز ومنا المطر، اقيموا أينما شئتم لكن لا تقيموا بيننا، موتوا أينما شئتم لكن لا تموتوا بيننا.
خذوا احتلالكم وانصرفوا