مراسلة "راية" ترصد الوضع في غزة: جوع غير مسبوق وانهيار غذائي تام

غزة – شبكة راية الإعلامية

وصفت مراسلة شبكة "راية" الإعلامية في قطاع غزة، ربا العجرمي، المشهد الإنساني في القطاع بأنه دخل مرحلة انهيار غذائي شامل وغير مسبوق، مشيرة إلى أن السكان باتوا يبحثون منذ ساعات الصباح عن لقمة تسد رمقهم وسط شح حاد في المواد الأساسية.

وقالت العجرمي في مداخلة إذاعية مباشرة: "الناس يسألون من الصباح: من أين نأتي بطحين؟ من أين نطعم أولادنا؟ الأطفال يبكون طوال الليل جوعًا، والأمهات لا يجدن ما يُطهى".

وأضافت أن السلع الأساسية إن وُجدت، فهي تُباع بأسعار باهظة تفوق قدرة أي عائلة: "كيلو العدس بـ100 شيكل، لتر الزيت بـ100 شيكل، وكيلو الطحين بـ170 إلى 180 شيكلًا"، لافتة إلى أن البدائل – مثل المعلبات – باتت نادرة جدًا، ويُفتح عليها "مزاد" شعبي بين الناس.

وتابعت: "صرنا نأكل بعضنا البعض حرفيًا في محاولة يائسة للحصول على علبة حمص أو فاصوليا. هذا ليس وصفًا أدبيًا، بل واقع نعيشه يوميًا".

وأكدت أن الأسواق الشعبية والبسطات فارغة، وأن ما يُعرض فيها هو فقط بقايا مواد نادرة، مشيرة إلى أن البعض يخاطرون بحياتهم في مناطق خطرة للحصول على المعلبات وبيعها لتأمين دواء أو حليب لأطفالهم.

واتهمت العجرمي جهات منظمة بـ"السطو على شاحنات المساعدات"، قائلة إن "عصابات تعمل تحت قيادة المدعو ياسر أبو شباب وبحماية الجيش الإسرائيلي تُسيطر على المساعدات"، وتمنع وصولها للمحتاجين، فيما يتعرض من يحاول التصدي لها للاستهداف المباشر.

وأشارت إلى أن الاحتلال يُدخل عددًا قليلًا من الشاحنات لا يتجاوز عشر شاحنات يوميًا، في حين أن القطاع بحاجة إلى 500 شاحنة يوميًا على الأقل ولمدة أسابيع، لتلبية الحد الأدنى من الاحتياج.

واعتبرت العجرمي أن الاحتلال "يُشرعن استمرار سياسة التجويع من خلال الاعتماد الحصري على مؤسسة غزة الإنسانية، وحرمان بقية المعابر من العمل"، واصفة ذلك بأنه "إحدى أدوات الحرب الباردة التي تُمارَس ضد الفلسطينيين".

وختمت بالقول: "غزة اليوم تجوّع عمدًا. لا أحد في بيته، الكل يركض في الشوارع بحثًا عن علبة فاصوليا أو حفنة دقيق. هذا الجوع لا يوصف، إنه أبشع من الحرب ذاتها".