رغم التحديات... ليالي الخطيب تتفوّق بالتوجيهي وتحلُم بالفضاء
خاص - راية
رغم كل الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون، تبرز قصص مضيئة تزرع الأمل وتثبت أن الطموح لا يعرف حدودًا.
ليالي الخطيب، طالبة فلسطينية تبلغ من العمر 17 عامًا، لم تكتفِ بالحصول على معدل 96.9% في الفرع العلمي بامتحانات الثانوية العامة لعام 2025، بل إنها أول مرشحة من فلسطين لتكون رائدة فضاء، وأصغر مرشحة على مستوى العالم لهذا اللقب.
في حديث خاص لإذاعة "راية", عبرت ليالي عن سعادتها العارمة بتفوقها، مشيرةً إلى أن "رحلة التوجيهي كانت من أصعب سنوات حياتي، لكنها كانت الأجمل، لأنها كانت مليئة بالتحديات والإنجازات".
وتابعت: "أنا لا أمثل نفسي فقط، بل أمثل فلسطين كلها، وهذا يزيد من حجم المسؤولية على كتفي".
من فلسطين إلى الفضاء
ليالي ليست مجرد طالبة متفوقة، بل صاحبة سجل علمي حافل بالإنجازات، حيث شاركت في محافل علمية دولية في مجالات الذكاء الاصطناعي والفيزياء الفلكية، ونالت مراكز متقدمة في مسابقات عالمية، منها:
* جائزة ناصر بن حمد العالمية للإبداع الشبابي
* مسابقات علم الفلك والفيزياء الفلكية الدولية
* فعاليات ICYS العلمية
كما أنها المؤسسة لمبادرتين علميتين هما:
* Motherhood Guide
* Space for Palestine
وهي تُدرّس طلابًا فلسطينيين علوم الفلك والفيزياء الفلكية، إلى جانب استعدادها للبدء بتدريبات مهمتها الفضائية المقررة عام 2029.
التحديات والحرمان من المحافل الدولية
رغم الإنجازات، لم تكن الطريق سهلة، إذ واجهت ليالي صعوبات كثيرة حالت دون مشاركتها الفعلية في بعض المؤتمرات بسبب الظروف السياسية والقيود على حركة الفلسطينيين، خاصة صعوبة السفر وتجهيز الوثائق في الوقت المناسب. تقول ليالي: "كثير من المؤتمرات تم إلغاء مشاركتي فيها لأننا لم نستطع تأمين السفر، ورغم ذلك استمررت".
رسالة إلى غزة والعالم
ولأن الفرح ناقص في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة، لم تنسَ ليالي زملاءها هناك، مؤكدة أن نجاحها هو رسالة أمل لهم وللعالم. وأضافت: "قلوبنا مع أهلنا في غزة. نحن نعلم حجم المعاناة، ونؤمن أن الشعب الفلسطيني شعب جبار يحب الحياة رغم كل شيء. أنتم دائمًا في بالنا، وما يحدث لكم يؤلمنا، لكنكم تثبتون أنكم لا تُهزمون".
كما وجهت رسالة للطلاب في كل فلسطين: "الطريق ليس سهلًا، لكن من كان له هدف وسعى إليه بتوكل على الله، سيصل مهما كانت العقبات. اجعلوا من حولكم بيئة داعمة، واستمروا دومًا".
ما بعد التوجيهي... أحلام لا حدود لها
بين الدراسة اليومية، وإدارة مشروعها الخاص، وتقديم الدروس في الفيزياء الفلكية، والمرور بتقييمات علمية ونفسية لتصبح رائدة فضاء، كانت ليالي تعيش ضغطًا هائلًا. "مرّت أيام لم أنم فيها سوى ساعة أو اثنتين"، تقول. "لكن إيماني بقدرتي، ودعم عائلتي، وخاصة والدي، كانوا وقود استمراري".
ورغم كل التحديات، اختارت ليالي أن تحوّل الإرهاق إلى إنجاز، والخوف إلى دافع، والضغوط إلى فرص، لتكون اليوم واحدة من قصص النجاح الفلسطينية الملهمة.
من النجاح إلى السماء
ليالي الخطيب، ابنة فلسطين، تثبت أن التميز العلمي والإنساني لا يحتاج سوى الإرادة، وأن الحلم الفلسطيني قادر على عبور الجدران والحصار… بل والوصول إلى الفضاء.