منظمتان إسرائيليتان ورؤساء جامعات: إسرائيل ترتكب الإبادة بغزة

2025-07-28 22:03:44

أكدت منظمتان حقوقيتان إسرائيليتان، في تقريرين أصدرتهما اليوم الإثنين، أن إسرائيل تنفذ إبادة جماعية في قطاع غزة، فيما بعث رؤساء خمس جامعات إسرائيلية اليوم، رسالة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، طالبوه فيها بـ"حل مشكلة الجوع الرهيب المنتشر في غزة".

"بتسليم" تحذّر من اتساع الإبادة

وحذرت منظمتا "بتسليم"، و"أطباء لحقوق الإنسان"، من اتساع الإبادة إلى مناطق فلسطينية أخرى خارج القطاع، ودعتا إلى ضرورة مواجهة الإبادة من أجل وقفها ومنع اتساعها.

وشددت "بتسيلم"، على أنه "منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، غيّرت إسرائيل سياستها تجاه الفلسطينيين بشكل جذري". 

وفصّلت المنظمت التغيير الإسرائيلي على الشكل التالي: "شنّت إسرائيل عمليّة عسكرية مكثفة في قطاع غزة، لا تزال مستمرة منذ أكثر من 21 شهراً. ويشمل هذا الهجوم على سكان قطاع غزة القتل الجماعي وخلق ظروف معيشية كارثية تؤدي إلى أعداد هائلة من الوفيات، إلحاق الأضرار الجسدية أو النفسية الجسيمة بجميع سكان قطاع غزة؛ تدمير البنى التحتية والمقوّمات الحياتية على نطاق مهول، تدمير النسيج الاجتماعي والمؤسسات والمواقع الثقافية والتعليمية الفلسطينية؛ الاعتقالات الجماعية والتنكيل بالأسرى الفلسطينيين في السجون التي تحولت فعلياً إلى معسكرات تعذيب؛ التهجير القسري الجماعي وجعل التطهير العرقي لسكان القطاع أحد أهداف الحرب الرسمية؛ الهجوم على الهوية الفلسطينية والمتمثل في التدمير المتعمد لمخيمات اللاجئين ومحاولة إلحاق ضرر جسيم بـوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)".

إسرائيل تعمل لتدمير المجتمع الفلسطيني

وأضافت "بتسيلم" أن "التمعّن في السّياسة الإسرائيليّة في قطاع غزة وتقصّي نتائجها المروّعة، على خلفيّة تصريحات كبار المسؤولين السياسيّين والعسكريّين الإسرائيليّين حول هدف هذا الهجوم، يقوداننا إلى استنتاج قاطع بأنّ إسرائيل تعمل بشكل منسّق وانطلاقاً من نوايا واضحة من أجل تدمير المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة".

وشددت المنظمة على أنه "لا يمكن عزل الهجوم على الفلسطينيّين في قطاع غزّة عن العُنف المُتزايد الذي يُمارسه النظام نفسه بدرجات مُتفاوتة وأشكال مُتعدّدة ضدّ الفلسطينيّين الذين يعشون تحت سيطرة النظام الإسرائيلي، في الضفة الغربيّة وفي داخل إسرائيل". 

وتابعت أن "إدراك حقيقة أن النظام الإسرائيلي يرتكب إبادة جماعيّة في قطاع غزة والخوف الشديد من امتدادها إلى مناطق أخرى يعيش فيها فلسطينيون تحت النظام الإسرائيلي، يستدعي تحركاً عاجلاً وواضحاً من جانب الجمهور الإسرائيلي والمجتمع الدولي واستخدام كل الوسائل الممكنة بموجب القانون الدولي لوقف الإبادة الجماعيّة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين".

حملة استهداف ممنهجة للقطاع الصحي

بدورها، لفتت "أطباء لحقوق الإنسان" في ورقة موقف، اليوم، إلى أنه "في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أصدر الجيش الإسرائيلي أمرا بإخلاء 22 مستشفى في مدينة غزة وشمال القطاع، ليشكل ذلك بداية هجوم غير مسبوق على نظام الرعاية الصحية في غزة. على مدار الأشهر الاثنين والعشرين الماضية، نفذت إسرائيل حملة استهداف ممنهجة للبنية التحتية الصحية في القطاع: قصفت 33 من أصل 36 مستشفى وعيادة، ومنعت عنها الوقود والمياه. قتل أو اعتقل أكثر من 1800 من العاملين والعاملات في المجال الصحي".

ووصفت المنظمة الحقوقية توثيقها الشامل لهذا الهجوم بأنه "تفكيك متعمد، تراكمي وممنهج لمنظومة الصحة في غزة، ولقدرة السكان على البقاء. وهو ما يرقى إلى مستوى جريمة الإبادة الجماعية".

وأضافت أن "عشرات الأشخاص يموتون يوميا نتيجة سوء التغذية، وحرم 92% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين من الغذاء الكافي، فيما توفي ما لا يقل عن 85 طفلا بسبب الجوع. وهجرت إسرائيل تسعة من كل عشرة من سكان غزة، ودمرت أو ألحقت أضرارا جسيمة بـ92% من منازلهم، وحرمت أكثر من نصف مليون طفل من التعليم ومن أي روتين يضمن لهم الاستقرار والنمو الطبيعي".

رسالة إلى نتنياهو

من جهتهم، بعث رؤساء خمس جامعات إسرائيلية اليوم، رسالة إلى نتنياهو، طالبوه فيها بالإيعاز للجيش الإسرائيلي بالعمل، من أجل "حل مشكلة الجوع الرهيب المنتشر في غزة والذي يمسّ بشكل بالغ بغير الضالعين في القتال، وبينهم الأولاد والأطفال".

وقال رؤساء الجامعات: "نشاهد مصدومين المشاهد التي تأتي من قطاع غزة، وبينهم الأطفال، الذين يموتون يومياً بسبب الجوع والمرض. وتحرير المخطوفين وتقليص إصابة جنودنا هي أهداف سامية، لكننا كشعب كان ضحية المحرقة الرهيبة في أوروبا، ملقى علينا واجب خاص بالعمل بكافة الوسائل المتوفرة لدينا كي نمنع ونمتنع عن مس وحشي وبدون تمييز بالرجال والنساء والأطفال الأبرياء".

"حماس": شهادة من الداخل

وعلقت حركة "حماس" على التقريرين، بالقول إن ما نشرته المنظمتان، "شهادة من داخل المجتمع الإسرائيلي على خطورة جرائم الاحتلال". وأشارت إلى أن "شهادة المنظمتين تسقط ما بقي من ذرائع زائفة اعتادت أوساط سياسية وإعلامية وحقوقية دولية الترويج لها، وتنهي أي مبرر أخلاقي أو قانوني للاستمرار في تبني الرواية الإسرائيلية لما يجري في القطاع".