جائزة تكتورا: منصة نقدية لتعزيز العمارة الفلسطينية وتوسيع أفق الخريجين
خاص – راية
أكد المهندس المعماري رَناد ديب، المؤسس الشريك لمعهد "تكتورا" للفنون المعمارية، أن جائزة "تكتورا" السنوية لمشاريع التخرج المعمارية لعام 2025 تشكّل منصة فنية وأكاديمية تهدف إلى دعم وتمكين الطلبة الخريجين، وخلق فضاء نقدي يعزز الحوار الأكاديمي في سياق العمارة الفلسطينية.
وأوضح ديب، في حديثه لإذاعة "راية"، أن المعهد الذي أُسس قبل خمس سنوات في مدينة الناصرة بمبادرة منه ومن المهندسة لبنى عساف، يعمل على دعم الطلبة منذ مرحلة الاستعداد للالتحاق بالجامعات، مرورًا بمسيرتهم الأكاديمية، وصولًا إلى ما بعد التخرج، مؤكدًا أن الطلاب الفلسطينيين غالبًا ما يفتقرون إلى الأدوات التعبيرية والفكرية اللازمة للتميز في هذا المجال.
وأشار إلى أن الجائزة انطلقت قبل ثلاث سنوات بمشاركة نخبة من المعماريين والمعماريات من مختلف أنحاء البلاد كأعضاء في لجنة تحكيم محترفة، تقوم بتقييم المشاريع عبر عدة مراحل، وصولًا إلى عرضها النهائي في حدث معماري علني يتيح النقاش المفتوح والنقد البنّاء.
وأضاف ديب: "الجائزة لا تهدف فقط إلى تكريم المشاريع المتميزة، بل إلى فتح حوار نقدي معمّق، يوسع آفاق الطلبة ويعرضهم لوجهات نظر متعددة تتجاوز ما يتلقونه في بيئة الجامعة. هذه التجربة تدعمهم أكاديميًا ومهنيًا، وتمنحهم الثقة للتعامل مع تعقيدات السياق الفلسطيني في عمارتهم."
من بين المشاريع الفائزة هذا العام، أشار ديب إلى مشروع المعمارية رَزان أبو دلو بعنوان "مساحة الصمود"، الذي تناول إعادة تفعيل الحيز في مخيم عايدة للاجئين ببيت لحم عبر تدخلات معمارية مؤقتة، تهدف إلى تعزيز اللقاءات المجتمعية والروابط الاجتماعية في بيئة تعاني من واقع مركّب.
وتابع ديب: "العمارة لا تنفصل عن السياقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. طرح هذه المواضيع في الإطار الأكاديمي أمر أساسي، لأن مجرد طرحها بحد ذاته يُعدّ خطوة نحو التغيير والوعي".
واختتم ديب حديثه بالتأكيد على أن قيمة الجائزة الحقيقية لا تكمن في المردود المادي، بل في التمكين المعرفي والمهني، قائلاً: "هدفنا أن نجمع طلاب العمارة الفلسطينيين من الضفة والداخل والشتات تحت سقف واحد، لنفكر سويًا، نناقش، ونرسم معالم مستقبل معماري أكثر ارتباطًا بواقعنا".
