طبيب يكشف لراية عن مرض خطير يهدد حياة الأطفال في غزة
وسط وضع صحي كارثي يشهده قطاع غزة، حذر د. أحمد الفرا، مدير مبنى الأطفال والولادة في مجمع ناصر الطبي بخان يونس، من تفشي مرض خطير يُصيب الجهاز العصبي وهو "متلازمة غيلان باريه" والذي يؤدي إلى شلل تدريجي قد يصل إلى عضلات الجهاز التنفسي، مما يُعرض حياة المرضى، وخاصة الأطفال، لخطر الموت المفاجئ.
وأشار د. الفرا في حديث خاص لشبكة رايـــة الإعلامية إلى تسجيل 47 حالة مؤكدة لأطفال دون سن الخامسة عشرة خلال شهرين فقط، إلى جانب حالات مماثلة بين البالغين، في تصاعد غير مسبوق مقارنة بما كان يُسجَّل قبل الحرب – حيث لم تكن تتعدى حالة أو حالتين سنويًا.
وأوضح أن المرض يتطور من ضعف في الأطراف السفلية إلى شلل في العضلات المحورية، ثم الأطراف العلوية، وقد يصل إلى شلل عضلات التنفس، مما يُجبر المرضى على أجهزة تنفس صناعي. وتوفيت ثلاث حالات بالفعل بسبب هذا الفشل التنفسي.
وبيّن وجود ثلاث معضلات رئيسية تُفاقم الأزمة:
- غياب العلاج المناعي الضروري مثل الغلوبولين المناعي.
- عدم توفر الفلاتر المستخدمة في تنظيف الدم من الأجسام المناعية الضارة.
- تدمير الأجهزة الطبية اللازمة لتشخيص المرض كالرنين المغناطيسي وتخطيط العضلات والأعصاب.
وأكد الفرا أن التحاليل أظهرت وجود فيروس في الجهاز العصبي يُعتقد أنه ناتج عن تلوث المياه، مشيرًا إلى أن هذا التلوث قد لا يقتصر على غزة بل قد يمتد عبر المياه الجوفية إلى مناطق مجاورة، مما يتطلب تحركًا عاجلًا على المستويين المحلي والدولي.
وحذر د. الفرا من أن هذا المرض ليس الوحيد، فهناك انتشار متزايد لأمراض أخرى مثل الحمى الشوكية، النزلات المعوية، والتهابات الجلد البكتيرية، نتيجة التلوث وضعف المناعة وسوء التغذية، ما يجعل من الوضع الصحي في غزة أحد أخطر الأزمات الإنسانية في العالم حاليًا.